البث المباشر

الجعدة بن هبيرة

الأحد 17 فبراير 2019 - 10:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 361

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن منارات الصادقين ومشاهير الصادقين هو الجعدة بن هبيرة من رجالات الامامية ومن فقهاء المسلمين المشهورين في المدينة المنورة وفي الكوفة هو من ولاة الامام امير المؤمنين(ع) عينه الامام والياً على بعض الاقاليم ايام خلافته، الجعدة بن هبيرة لا عجب اذا ظهر بهذا القالب كعالم وكخطيب وكمقاتل وفقيه ووالي لانه ابن اخت الامام امير المؤمنين(ع) والحديث الشريف يقول(ص)تخيروا لنطفكم فأن العرق دساس او في حديث له(ص) تخيروا لنطفكم فأن الخال احد الضجيعين كان موضع ثقة واعتماد من الامام امير المؤمنين والامام(ع) ذلك الرجل الذي عرفه التاريخ وعرفه الوجدان انه لا يقرب اليه الا العمل ولا يبعد عنه الا العمل المناط ليس مناط هذا ابن اخت وهذا ابن او هذا صهر انما المناط عند اهل البيت انما المناط هو الالتزام والتقوى والورع وفوق هذا كله مخافة الله سبحانه وتعالى هذا اعظم وسام يزكي الانسان دنيا وآخرة الامام امير المؤمنين(ع) كان يعتمد كثيراً على الجعدة بن هبيرة وحينما ضرب امير المؤمنين(ع) ضربه اللعين بن اللعين ابن ملجم في يوم التاسع عشر من شهر رمضان وسقط الامام صريعاً من تلك الضربة الاثيمة فأمر الجعدة بن هبيرة ان يصلي بالناس وهذا ننتزع منه مدى اهتمام الامام امير المؤمنين بأمر الفريضة واتيانها بوقتها من اجل ان لاتفوت هذه الفضيلة ويدرك ذلك الرجاء والثواب فالامام بتلك الحالة طلب من الجعدة بن هبيرة قال قف مكاني وام الناس بالصلاة، الجعدة ابو هبيرة ولم اطلع على شيء في موضوعه اما امه فهي فاخته امَّ هاني بنت ابي طالب عم النبي وكافل النبي وناصره ابو طالب(ع) وهي التي كانت تراسل الامام امير المؤمنين من الكوفة كان يجيبها ومن ضمن ما قرأنا في هذه الرسائل التي كتبها امير المؤمنين لاخته قرأت هذين البيتين:

فأن تسأليني كيف انت

فأنني صبور على بلوى الزمان صليب

يعز عليَّ ان ترى بي كآبة

فيشمت عاد او يساؤ حبيب

هذا يرد في تراث اهل البيت في ضمن الرسائل وهناك لفتة تتعلق بالجعدة بن هبيرة وهو ان الامام امير المؤمنين(ع) اوصى ولديه بحفر قبور اربعة من باب الايهام على العدو الخوارج والنواصب كانوا يتبعون الامام حياً وميتاً فأمر الامام بحفر قبور متعددة واحد في مسجد الكوفة واحد في الرحبة والثالث في بيت الجعدة بن هبيرة حتى ان القضية تكون مشابهة لما حدث للزهراء فاطمة(ع) دفنت سراً وعند الصباح ظهرت قبور عديدة ‌بحيث لا يمكن تشخيص اي من هذه القبور هو الذي دفنت فيه مولاتنا الزهراء(ع) لتفويت فرصة على الخصوم وكذلك الامام امير المؤمنين امر ان تحفر له قبور متعددة، والرابع في الغري الذي دفن فيه، الجعدة بن هبيرة هو احد الافراد القلائل الذين شيعوا امير المؤمنين(ع) ولما انتقل الى الكوفة انتقل قبل ان يصل امير المؤمنين وكان يسكن مكاناً بيتاً وضيعاً بسيطاً ولما دخل الامام الى الكوفة قيل له هذا قصر الامارة اُثث واُعدّ فرفض الامام وقال جنبونيه فأنه قصر الخبال يعني قصر فوضى وقصر مظالم وآلام وذكريات مرة ومحزنة‌ فتوطن الامام وسكن هذه الدار البسيطة دار جعدة بن هبيرة ابن اخته واستوطنها سكن فيها وكان الجعدة بن هبيرة يتفاخر بخاله امير المؤمنين حتى ان يوم الفتح له صولات في فتح مكة مع النبي وكان ذلك اليوم احب الناس لرسول الله ولامير المؤمنين وكان له موقف ودور حازم يوم الفتح فقال له عتبة بن ابي سفيان من اين لك هذه الشجاعة ‌في الحرب فهل هي من خالك فقال جعدة لو كان خالك مثل خالي لنسيت اباك واجدادك وكان يردد الجعدة: 

ابي من بني مخزوم ان كنت سائلاً

ومن هاشم امي بخير قبيل

فمن ذا الذي يأبى عليّ بخاله

كخالي عليٍّ في الوغى وعقيل

وكان الجعدة بن هبيرة لسناً وجريئاً لكن يذكر له المؤرخون هذه اللفتة ‌وهي مهمة‌ يقولون ان الامام امير المؤمنين(ع) احب ذات يوم ان يسمع خطاب ابن اخته او لباقته مع ولده الحسن فأمره ان يخطب فخطب واذا على عكس ما كان متوقعاً فتلكأ وكان يتحدث بحذر لانه شاهد خاله امير المؤمنين وهنا نهض الامام(ع) وخطب مكانه خطبة بليغة قال فيها الا ان اللسان بضعة من الانسان فلا يسعده القول اذا امتنع ولا يمهله النطق اذا اتسع وانا لامراء الكلام وفينا تنشبت عروقه وعلينا تهدلت غصونه ثم يقول وكأن الامام يتكلم عن زماننا هذا واعلموا رحمكم الله انكم في زمان القائل بالحق فيه قليل واللسان عن الصدق كليل (يا امير المؤمنين لو انك حاضر في زماننا هذا ما كنت تصف وضعنا) واللازم للحق ذليل اهله معتكفون على ‌العصيان مصطلحون على الادهان وشائبهم اثيم وعالم منافق وقارئهم مماذب لايعظهم صغيرهم كبيرهم ولايعود غنيهم فقيرهم... الخ وكان الجعدة يتعلم ويكتب ذلك توفي الجعدة في الكوفة ودفن في المقبرة الشهيرة نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة