وتسود حالة من التوتر جميع سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد الاعتداء بالضرب على عدد من الأسيرات في سجن "الدامون"، ورشهن بالغاز المسيل للدموع، وغاز الفلفل، والتنكيل بالأسرى في عدة سجون، واستمرار عزل عدد منهم، ما حدا بهم إلى تصعيد خطواتهم الاحتجاجية، منها: إرجاع وجبة الإفطار، وعدم الخروج للفحص الأمني.
وكانت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال أكدت أن الساعات القادمة ستشهد تصعيدًا في خطواتها في مواجهة هذا العدوان المستمر.
وشددت الحركة، في بيان لها، أن الاعتداء على الأسرى، وبالذات في سجون عوفر ومجدو والنقب والدامون، لن يمر دون حساب.
وقالت إن انتهاكات الاحتلال تأتي ضمن سياسة خلط الأوراق التي يسعى لتطبيقها الوزير الصهيوني الحاقد بن غفير، التي تستهدف كل ما هو فلسطيني في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل، وكذلك الأسرى في سجون الاحتلال.
هجمة قمعية
عبد الله قنديل مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين قال إن المشهد الحالي في السجون منذ بداية هذا العام هو تصعيد الاحتلال في هجمته القمعية والتنكيلية بحق الأسرى؛ حيث نقل حوالي 450 أسيرًا في ثلاثة أيام ووزّعهم على سجون مختلفة.
وأشار قنديل، أن هذا النقل التعسفي صاحب إجراءات قمعية واعتداءات بالضرب على الأسرى، واستخدام الكلاب البوليسية، وسلب مقتنياتهم والعبث بها وتخريبها ما أدى لوجود أجواء مشحونة ومتوترة داخل السجون، على إثره أعلنت الحركة الوطنية الأسيرة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وستقف بخطوات نضالية رفضاً لهذا السلوك الشائن الذي يقوده بن غفير من خلف وزارة الأمن القومي الصهيوني.
وأكمل قنديل: "كان هناك جلسات حوار خلال الأسبوعين الماضيين لكي لا تصل الأمور لما وصلت إليه اليوم داخل السجون من اعتداء على الأسيرات بهذا الشكل الوقح والفجّ إلى أن تم إحراق غرف الأسيرات ورشّ مادة الكلور على وجه أحد السجانين".
وأردف أن الأمور عادت إلى نقطة الصفر بعد الاعتداء على الأسيرات والحركة الوطنية أعلنت الاستنفار، وقالت إنها سترد على الاعتداء الذي وقع على الأسيرات، لافتاً إلى أن المشهد صعب ودامٍ في هذه اللحظات خاصة مع انقطاع الاتصال مع السجون تمامًا.
وأكد أن لبن غفير تأثيرا على ما يحصل في السجون خاصة أنه كان يطالب قبل أن يأتي للوزارة بأن يُقتل الأسرى، لافتاً إلى أنه كان يصفهم بأنهم مجموعة من القتلة والإرهابيين ولا يستحقون الحياة ليوم واحد، كما أنه وفي دعايته الانتخابية كان يتحدث عن أنه حال تولى وزارة الأمن سيشدد من ظروف اعتقال الأسرى، وسيحول ظروفهم إلى ظروف أكثر صعوبة.
واستدرك قنديل أن السجون تعيش مدّة مزرية للغاية قبل تولي بن غفير لوزارة الأمن القومي، حيث إن الحركة الأسيرة ودعت 6 أسرى شهداء خلال العام الماضي نتيجة سياسات الاحتلال وخاصة الإهمال الطبي.
ولفت إلى أن ثاني زيارة لبن غفير بعد توليه الوزارة بعد المسجد الأقصى المبارك كانت لسجن نفحة الذي أعطى خلالها الضوء الأخضر لإدارة مصلحة السجون لبدء سلسلة خطوات تنكيلية لتشديد ظروف الاعتقال على الأسرى وتشديد الخناق عليهم.
وتابع: "هذا السلوك المتطرف غير مستغرب؛ فكل الحكومات السابقة قامت به، لكن بن غفير يقوم به بتتالٍ وتصاعد وأكثر حدة وعنفاً وإرهاباً"، مشيراً إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي بالمحصلة إلى نقل المواجهة من داخل السجون إلى خارجها إن استمرت هذه السياسات العنصرية والحمقاء.
وحول المطلوب لنصرة الأسرى ودعمهم، قال قنديل: إن المطلوب هو استشعار الكل الفلسطيني لمدى الجريمة والهجمة الحاصلة على الأسرى وخاصة للأسيرات، داعياً إلى اجتماع عاجل للسلطة الفلسطينية ولفصائل العمل الوطني والإسلامي وفصائل المقاومة لتشكيل درع وطني لحماية الأسرى من بطش السجان.
وأضاف: "لا يعقل أن يستمر الاحتلال بالتغول والتنكيل والاقتحامات والهجوم والاعتداء على قيادات الأسرى، وأن يتركوا وحدهم في المعركة"، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك موقف وطني وحدوي على أساس أن تشكل حماية فلسطينية في سياق عجز المجتمع الدولي عن توفير الحماية الدولية للأسرى من بطش السجان والإرهاب المتواصل بحقهم.
توتر وتصعيد
بدوره قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر: إن هناك تصعيدا وتوترا حالياً في داخل السجون، لافتاً إلى أن هناك عددا من الإصابات في صفوف الأسيرات بسجن الدامون بعد الاعتداء عليهن بالضرب من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أبو بكر أن هناك نية من الاحتلال باقتحام باقي الغرف والزنازين في جميع المعتقلات بعد قيامهم بعزل 120 أسيرا في سجن النقب وسلب ممتلكاتهم بالإضافة إلى دخول عدد كبير من الشرطة الإسرائيلية للمُعتقل والتنكيل بالأسرى، موضحاً أن الأوضاع المتوترة في جميع السجون تنذر بمرحلة صعبة وخطيرة قادمة.
وأشار أبو بكر أن الأسرى سيستمرون بخطواتهم التصعيدية إذا لم تلغَ قرارات الحكومة الإسرائيلية الجديدة وصولاً إلى الإضراب المفتوح عن الطعام.
وأفاد بأن الهجمة الحالية التي يشنها الاحتلال على الأسرى داخل السجون متوقعة؛ لأن بن غفير أعلن بوضوح أنه سيستهدف الأسرى ويحدّ من إنجازاتهم.
وطالب أبو بكر بضرورة الوقوف إلى جانب الأسرى في معركتهم العادلة مع الاحتلال سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي أو الدولي.
تهديدات بن غفير تحت التنفيذ
من ناحيته قال أحمد القدرة -مدير مكتب إعلام الأسرى-: إن إدارة السجون الآن تمارس على الأرض التهديدات التي أطلقها بن غفير بأنه سيقلب حياة السجون إلى جحيم، وسيمرر في الكنيست قانون إعدام الأسرى.
وأكد القدرة أن ما يجرى هو نقل للمعركة من الخارج إلى داخل السجون بعد فشل بن غفير في اقتحامات الأقصى وعملية القدس الأخيرة التي أساءت وجهه.
ولفت إلى أن الأوضاع في السجون تشهد توترا شديدا ومتصاعدا خاصة في سجن النقب، ومؤخراً في سجون الدامون عند الأسيرات، مع الخشية من إقدام إدارة السجون على تنفيذ عمليات انتقامية جديدة واقتحامات أخرى بذريعة احتفال الأسرى بالعمليات البطولية في القدس.
وأوضح أن هناك خشية لأن تكون هذه السياسات الحاصلة في السجون بداية لتطبيق التهديدات التي أطلقها بن غفير، لافتاً أن احتفال الأسرى في الأقسام بعد عملية القدس البطولية كان الشرارة لما يحدث الآن في السجون، وكان لها الأثر الكبير لزيادة الاحتقان بحق الأسرى والتنكيل بهم.
وشدد أن بيان الحركة الأسيرة يعني أن الأسرى في السجون لن يسمحوا لهذه الإجراءات أن تمر دون حساب، وهم بحالة جهوزية واستعداد تام للمواجهة حال أصر الاحتلال على إجراءاته واستمر التوتر داخل السجون وخاصة سجن النقب.
ولفت إلى أن أي إجراءات يتخذها الاحتلال لن تنجح في الحد من إرادة الأسرى داخل السجون، ولن يقبلوا بتصدير حالة العجز والفشل الأمني الذي يعاني منه الاحتلال تجاههم.
وتابع: "الخطط الآن جاهزة في الأدراج لدى قيادة الحركة الأسيرة، والآن تم تفعيل الخطوة الأولى في مواجهة أي تصعيد سواء عرضي أو دائم، حيث تم إغلاق جميع الأقسام مع ترك الفحص الأمني للإدارة بمعنى أن الأسرى لم يخرجوا له من أجل إرباك المشهد داخل السجون"، مشيراً إلى أن الأسرى في جهوزية عالية، ويتعاملون مع أي حدث حسب حجمه ويصعّدون الخطوات تباعاً حسب حجم الأحداث.
المصدر/المركز الفلسطيني للإعلام