البث المباشر

الشيخ مهدي الحكمي القمي

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 13:44 بتوقيت طهران
الشيخ مهدي الحكمي القمي

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 251

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين بجهودهم وجهادهم في سبيل اعلىء كلمة الحق ونشر العدل وترويج فكر اهل البيت(ع) هو المرحوم العالم المتبحر الحاج الشيخ مهدي الحكمي القمي اعلى الله مقامه، ذكرت في بعض الحلقات انه يوجد في صحن السيدة المعصومة بمدينة قم المقدسة مثوى مجموعة من كبار العلماء وفطاحل الطائفة شأنهم في ذلك شأن حرم امير المؤمنين وكربلاء وحرم الامام الرضا غالباً هذه مزارات اهل البيت بجوارها يرقد العشرات بل المئات من شخصيات الطائفة ففي صحن السيدة معصومة يوجد قبر المرحوم الشيخ مهدي الحكمي القمي وهو من احد مؤسسي الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة. 
ولد هذا العالم الجيل في مدينة قم عام 1280 هـ ودرس مقدمات العلوم فيها وبعد ذلك هاجر الى العراق عام 1310 هـ وكانت آنذاك توجد في سامراء الحوزة العلمية‌ للميرزا الشيرازي اعلى الله مقامه صاحب قضية التنباك الذي حرم التنباك بفتواه الشهيرة والحق الضرر بالطغاة والمستعمرين الانكليز آنذاك وكان هو مرجع الطائفة فصار المرحوم الشيخ مهدي الحكمي تلميذاً بارعاً بارزاً للميرزا الشيرازي رحمه الله بعد ذلك انتقل الى النجف الاشرف وصار تلميذاً لامعاً عند الآخوند الخراساني اعلى الله مقامه صاحب الكفاية كذلك تتلمذ بجداره عند المرحوم الميرزا حسين الخليلي الذي هو من العباقرة والاساتذة العظام يومذاك في حوزة النجف الاشرف، هذا العالم الجليل هو من مؤسسي الحوزة العلمية في قم لانه ايام تواجده في سامراء التقى المرحوم الحائري الشيخ عبد الكريم الحائري المعروف بأنه هو مؤسس الحوزة العلمية في قم كان في سامراء فنشأت بينهما صداقة حميمة وكانت قضية انتقال الطلبة الى العراق والى النجف آنذاك من القضايا الصعبة والمرة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار العوامل السياسية والصراعات القبلية والمشاكل والعراقيل التي كان يخلقها العثمانيون والوهابيون والنواصب وكم قتل منهم وكم ضاع اثر العديد من هؤلاء، مسألة عميقة ولا يمكن عرضها في برنامج قصير كهذا، في الواقع اولئك التاريخ يفخر بهم، حياة صعبة حياة مرارة ومعاناة، كان الطالب ينتقل من الخارج الى النجف للدراسة ما كان مضمون انه يرجع على قيد الحياة، قضية انتقال الطلبة وصعوبتها هذا صار مثار بحث ومناقشة بين ثلة من العلماء من جملتهم المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري والشيخ مهدي الحكمي القمي فبدأ التفكير عند ثلة من اهل العلم على ان يؤسسوا حوزة علمية في مدينة قم بأعتبار مجاورة لحرم العلوية الفاضلة الشريفة السيدة المعصومة واسسوا الحوزة على ان يكون اساتذتها هم من القميين الذين اكملوا دراستهم في النجف وفعلاً حدث هذا اذ تعاون الشيخ مهدي القمي مع الشيخ عبدالكريم الحائري في انشاء هذا الصرح وفي الربع الاول من القرن الرابع عشر وتحديداً عام 1320 هـ عاد الشيخ مهدي الحكمي الى قم واستقبله اهالي قم وطلبوا اليه اقامة الصلاة في الصحن المقدس وطلبوا اليه ان يكون قاضياً في البلد فأستمر الشيخ مهدي الحكمي اماماً للمصلين وقاضياً ومدرساً بارعاً انشأ حلقات الدروس واسس الحوزة وكان في مقدمة مستقبليه الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة الاول فأستضافه في بيته وكان يشجع الناس على الاستفادة من وجوده، هنا بدأ توافد الطلاب من مختلف الاقاليم وصارت هذه الحوزة منار من المنارات ومنهل من المناهل الذي امد العالم الاسلامي بروافده ويذكر عن الشيخ مهدي الحكمي القمي اعلى الله مقامه انه كان مرجعاً للناس في حالة اخرى مثلاً كان يعالج لسعة العقارب كأنه في منطقة قم منطقة عطشانة وحارة وصحراوية ومعروفة‌كانت بكثرة العقارب كان الناس يعانون من هذه المشكلة فيذكر المترجمون للشيخ مهدي الحكمي القمي انه كان لديه دعاء‌ خاص بهذه الاصابة وكان يمرغ يده على موضع اللسعة فيعافى صاحبها بأذن الله وامره، المعافي هو الله واذا مرضت فهو يشفيني ولكن هذا الدعاء وسيلة من وسائل الرجاء يذكر المترجمون ان المرضى كانوا يحملون من مدن نائية مثلاً من كاشان من ساوة من اراك، يأتون اليه ويتعالجون عنده فلا تنحصر مهمات علماء‌ الطائفة على الحلال والحرام فقط معظم علمائنا لهم باع طويل في علم الهندسة الشيخ البهائي وغيره في علم الفلك والمرحوم خواجة نصير الدين الطوسي وغيرهم فكانوا مراجع للناس في كل هذه الحقول. وللمرحوم الشيخ مهدي الحكمي القمي آثار وتصانيف لم نعثر على اسماءها وعلى قلة اطلاعي انه كانت لديه تصانيف عديدة كما انه كان واعظاً مقبولاً وكان بين الصلاتين يرتقي المنبر ويعظ الناس وقالوا عنه انه اشتهر بطيب حديثه وتأثيره له وقع في النفوس لان الواعظ التي يتعظ والذي يلتزم بما يقول ويأتمر بما يأمر ينتهي عما ينهى عنه هذا يؤثر في النفوس وقالوا عنه انه كان في العطل ما كان عنده عطلة كان يستفيد من العطل ويسافر الى البلاد الاخرى لنشر التوعية والتثقيف وهناك يبني اجيالاً وفي احدى سفراته رحمة الله عليه سافر الى محلات واقام هناك شهراً يعظ الناس فوافاه الاجل في محلات عام 1360 هـ ونقل جثمانه بتشييع مهيب الى مدينة قم ودفن بجوار الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية الاول في روضة السيدة معصومة تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة