البث المباشر

صيفي إبن فسيل الشيباني

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 12:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 234

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من عيون الصادقين ومن الابطال الذين كانوا مع حجر بن عدي الكندي(رض) هو صيفي ابن فسيل الشيباني هو واقعاً من عيون الصادقين، يعني وفائه لامير المؤمنين عجيب وقد ذكر الطبري في تاريخه ان الامام امير المؤمنين(ع) لما عزم على العودة الى صفين للقضاء على الانحراف الاموي المتمثل بمعاوية وشراذمه، في ذلك الظرف الذي كان فية الامام امير المؤمنين يستعد للعودة للمواجهة كان الخوارج تجمعوا في منطقة حروراء من اجل احداث البلبلة وارباك حركة الامام(ع) وكان يهددون الامام بالتصفية حتى ان البعض اقترح قالوا لو ان الامام اتجه بنا الى هؤلاء للقضاء عليهم ثم نتجه من هناك الى صفين، الامام امير المؤمنين خطب وقال ان غير هذه الخارجة اهم الينا منهم فدعوا ذكرهم وسيروا الى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين ملوكاً بأعتبار ان الامام كان يسعى الى تطويق معاوية وسد المنافذ عليه من اجل ان لا يتسع بسلطانه ودكتاتوريته التي خربت البلاد ودمرت العباد، الامام(ع) كان يرى ان على رأس الامور كلها ان يواصل الموقف بوجه معاوية فلما خطب وقال ان غير هذه الخارجة اهم الينا فدعو ذكرهم وسيروا الى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين ملوكاً، قام هذا البطل المجاهد صيفي الشيباني وصاح يا ابا الحسن نحن قومك وانصارك، نعادي من تعادي ونشايع من تشايع ونتبع من اناب الى طاعتك فسر بنا راشداً ‌الى‌ اعداءك كيفما كانوا واينما كانوا فأنك ان شاء الله لن تؤتي من قلة عدد ولا ضعف نية اتباع، هذا نموذج من مواقف هذا المجاهد والبطل وهو صيفي بن فسيل الشيباني، هذا البطل المثابر احضره زياد بن ابيه وسامه سوء العذاب، صب عليه جام غضبه وما اكبرها من جناية اذ تجنى زياد على رجل يقول ربي الله ويدين بالرسالة ويوالي امام الحق وليس عليه ما يستحق هذا التنكيل وهذا الموقف، زياد بن ابيه كان يلاحق هذه الشخصيات ويعمل على تصفيتها وابادتها وكل واحد تشم منه رائحة الصلة بأهل البيت او التأثر بأخلاق اهل البيت كانت السلطة آنذاك سواءً كان زياد او من قبله او من بعده همهم الوحيد اخلاء البلاد والمجتمعات من هذه العناصر فأحضره زياد بن ابيه ولما مثل بين يديه قال له ياعدو الله ما تقول في ابي تراب، طبعاً لهجة الامويين في الحديث عن الامام امير المؤمنين هذه الكنية، فقال صيفي ما اعرف ابا تراب، اجاب بأستنكار قال زياد ما اعرفك به فقال صيفي ما اعرفه قال زياد اما تعرف علي بن ابي طالب فقال صيفي بلى اعرفه قال زياد فذلك ابو تراب فقال صيفي كلا فذاك ابوالحسن والحسين مولاي امير المؤمنين، فعندها احد المتملقين او الجلاوزة صاح مخاطباً صيفي، يقول لك الامير ابو تراب وتقول انت لا فقال صيفي مستنكراً وان كذب الامير اتريدني ان اكذب واشهد له على باطل كما شهد فقال زياد وهذا ذنب لك آخر علي بالعصا فجئ له بها فأخذها وهو يقول متهكماً يا صيفي ما قولك في علي فقال صيفي قولي هو احسن قول قائله في عبد من عباد الله المؤمنين فعندها صاحب بن زياد بجلاوزته اضربوه بالعصا حتى يلصق بالارض وفعلاً تناوبوا عليه بالضرب المبرح حتى لصق بدنه بالارض ثم هنا عاود استجوابه زياد قال والآن ما قولك في علي وكان يظن ان هذا التعذيب ربما صرف الرجل عن رأيه ولا يظن بأن هؤلاء اصلب من الحديد، هؤلاء حملوا مبادئ امير المؤمنين(ع) ووضعوا ارواحهم في اكفهم بعدما ضرب ولصق بدنه بالارض عاوده ابن زياد وهو يقول ما قولك الآن في علي فكان يظن ان صيفي يتراجع عن معتقده ويساوم على مبادئه الا ان هذا الرجل وهو في حالة الاعياء التام اجابه قائلاً يا زياد والله لو قطعتني وشرحتني بالمواسي والمدى ما قلت الا ما سمعته مني الآن، لكن هذا العتل الجاني ابن زياد قال انا لا اتخلي عنك حتى تلعنه او تبرء عنه او لاضربن عنقك فقال صيفي والله تضربها قبل ذلك، يعني لا تتوقع ان استجيب بشيء من هذا القبيل اذن تضربها والله قبل ذلك واسعد أنا وتشقى انت، في الواقع هذا الموقف كان يشكل ثورة وكان قذائف على رؤوس هؤلاء الطفاة لانهم كموا الافواه والجموا الالسن وخربوا ودمروا البلاد فهم يتصورون بأن لا يوجد هناك من يرد عليهم بهمسه لا بهذا البيان يقول له تضربها قبل ذلك وانا اكون سعيد وانت الشقي فقال زياد اوقروه حديداً والقوه في الحبس فقيدوا رجلي صيفي ويديه بذلك الحديد وكانت الزنزانات تحت القصر قصر الامارة، كان يضع هذه العينات رغم هناك سجون كانت في اماكن نائية لكن هذه العينات لشدة تخوفهم منها كانوا يحبسونهم في داخل القصر في الطبقات التحتية فبقي محبوساً وكان في السجن والزنزانة الى ان اخرجوا مع حجر واصحابه كلهم كان اثني عشر نفراً، حجر وابنه وعشرة وضمن العشرة صيفي الشيباني(رض)، اخرجوهم منتصف الليل وساروا بهم الى مرج عذراء ‌وكانت ابنة حجر تنظر الى ابيها ورفاقه وفيهم صيفي يساقون مغلولي الايدي الى ‌الموت، بكت وهي تقول:

ترفع ايها القمر المنير

لعلي ان ارى حجراً يسير

يسير الى معاوية بن حرب

ليقتله كذا زعم الامير

ويصلبه على بابي دمشق

وتأكل من خنادقه الطيور

الا يا حجر حجر بني عدي

تلقت الكرامة والسرور

فان تقتل فكل عميد قوم

الى ‌هلك من الدنيا يصير

تجبرت الجبابر بعد حجر

وطاب لها الخورنق والسرير

وصلوا بهم الى ‌مرج عذراء فحفرت قبورهم امامهم ومن ضمنهم هذا الشهيد صيفي بن قيس الشيباني واستشهدوا رحمة الله عليهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة