البث المباشر

حارثة بن النعمان الانصاري

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 12:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 233

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الصادقين في وفاءهم وصلتهم بأهل البيت بالرسول وآل الرسول هو الصحابي الجليل والعالم الكبير حارثة بن النعمان الانصاري(ع) من آل خزرج من قبيلة خزرج ومن اهل المدينة‌ المنورة وحارثة بن النعمان احد الابطال يوم حنين ويوم بدر بالاحرى‌ ان نقول هو من البدريين وشارك مع النبي(ص) في كل غزواته وحروبه، حارثة بن النعمان الانصاري واحد من السبعة الذين ثبتوا مع رسول الله يوم حنين، هناك كان يوم كما نقول يوم معيار، يوم كشف حسابات وكشف شخصيات والا مسألة الثبات والاستقامة مسألة خطيرة لايستطيع الالتزام بها والعمل بها اي انسان، هذا ان يدل فيدل على مرحلة الايمان القوية ومرحلة الثبات والشجاعة الشخصية ولا الشجاعة العضوية فقط، يوم حنين انه يوم مأساوي كان للمسليمن وكأنه كان درساً وان المسلمين تصوروا ان كثرتهم كافية حتى ان القرآن اشار الى هذا «ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً» ولم تستغنوا عن النصر الالهي لما وقعت الهزيمة وكاد النبي ان يقتل، تعرض النبي الى خطر شديد ولم يثبت معه الا سبعة‌ يعني ستة بأستثناء امير المؤمنين كان في طليعتهم امير المؤمنين(ع) ومن هؤلاء الستة هو حارثة بن النعمان الانصاري رحمه الله ثبت مع النبي ولم يتزحزح كان كالجبل الراسخ وحارثة‌ بن النعمان له مقام خاص وموقع متميز عند الرسول(ص) وكان النبي يختلي به حتى ان الروايات تقول انه مثلاً احس بجبرئيل مرتين او شاهده على صورة مهيبة ‌المرة الاولى عند خروج النبي الى بني قريظة والمرة الثانية عند رجوع النبي من حنين وحارثة بن النعمان الانصاري له موقف خاص وجميل جداً في مناسبة زواج الزهراء(ع) بأمير المؤمنين، لما جمع اثاث الزهراء واشترى بلال وقنبر وحذيفة اثاثها المعهود او ما يناسبها من اثاث فجمعوا ذلك واين يذهبون به، النبي(ص) قال لامير المؤمنين يا بن العم هيأ لنا منزلاً حتى يحمل اليه ذلك الاثاث قال الامام يا رسول الله ما هاهنا منزلي، لا يتيسر منزل الا منزل حارثة بن النعمان حارثة بن النعمان سبق ان اعطى بعض منازله الى آل الرسالة فلما قال امير المؤمنين ما هاهنا الا منزل حارثة بن النعمان فقال النبي: يا علي لقد استحيينا من حارثة اخذنا منه عامة منازله وصل الخبر الى حارثة وكان في مكان ناء جاء مسرعاً الى‌ رسول الله وقال يا رسول الله بلغني الامر هكذا وانت قلت كذلك يا رسول الله انا ومالي لله وللرسول والله ما من شيء احب اليّ مما تطلبه مني، والذي تأخذه مني احب اليّ مما تتركه عندي فهنا النبي استأنس بهذه الاريحية وبهذا الشمم واخذ النبي يدعو له خيراً وفعلاً شاهد الكثير من الخير ومن الآثار واي خير واثر احسن من حسن العاقبة انه الى آخر عمره كان موالياً ومحباً وودوداً للامام امير المؤمنين وهذا من ابرز علائم القرب من الله، واعد البيت للزهراء فاطمة فالبيت الذي زفت اليه الزهراء الى امير المؤمنين هو بيت حارثة بن النعمان الانصاري فكان حارثة قد هيأ البيت وجاؤا بأثاث الزهراء فاطمة(ع) واقبل النبي بنفسه ليستعرض الاثاث، فراشين من خيش مصر، حشو احدهما من جز الغنم والآخر من الاثخر، اربع مرافق من ادم الطائف، سرير مزمل بشرائط النخل، ستر من صوف، حصير هجري، قعب لللبن، ‌جرة خضراء كيزان من خزف، رحى لليد، مخضبة من نحاس، اول ما نظر النبي للاثاث وقعت عينيه على كيزان الخزف اقنع بشيبته نحو السماء وهو يقول: اللهم بارك على قوم جل اناءهم الخزف وندت من عينيه دمعة خفية ودمعت عين الواقفين ومن جملتهم حارثة بن النعمان الانصاري واخذ النبي يدعو بارك لهما واخرج منهم النسل الطاهر وصارت قضية الزفاف وحضر تلك المراسم حارثة بن النعمان وكان مجموعة من النساء في زفاف الزهراء تتقدمهن ام سلمة وهي تقول:

سرن بعون الله جاراتي

واحمدنه في كل حالات

واذكرن اذ انعم رب العلى

بدفع مكروه وآفات

ونحن مع بنت نبي الهدى

تفدى نعماتي وخالاتي

وبعدها كانت ام المؤمنين عائشة تردد:

فاطمة خير نساء البشر

ومن لها وجه كوجه القمر

زوجها الله فتىً فاضلاً

اعني علياً خير من في الحضر

فسرن جاراتي بها انها

كريمة بنت عظيم الخطر

ثم من بعدها جاءت معاذة بنت معاذ بن جبل وهي تردد:

اقول قولاً فيه ما فيه

واذكر الخير وابديه

ونحن مع بنت نبي الهدى

في شرف من ذا يدانيه

والى آخر وقائع هذا الزواج الكريم، ان من حضر هذا الزفاف والبيت لحارثة بن النعمان الانصاري وبعد وفاة الرسول(ص) ثبت حارثة وتعلمون ماذا اعني بكلمة ثبت وانه بقي مع الامام امير المؤمنين متضامناً‌ معه ولم يبتعد عن الامام امير المؤمنين لا في الحرب ولا في السلم ولا في كل الحالات التي مرت في حياة‌ امير المؤمنين. 
بعد استشهاد امير المؤمنين كان معاوية يلاحقه فكان يعيش معتزلاً متخفياً ويريد ان تكون نهاية امره خيراً وعاقبة امره خيراً فبقي معتزلاً متخفياً وكان اهله يبحثون عنه احياناً فيجدونه بعيداً عن الضوضاء وعن الحياة العامة الى ان توفي رضوان الله عليه فحمل جثمانه الى البقيع ودفن في زاوية الاصحاب في مقبرة البقيع في المدينة المنورة نسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة والرضوان والسلام عليه وعليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة