البث المباشر

حبة العرني القضاعي الكوفي

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 11:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 231

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن جحفل الصادقين الذين اشتهروا في ولاءهم لآل الرسول(ص) هو المرحوم صاحب امير المؤمنين حبة العُرني القضاعي الكوفي، البعض حينما يرددوا اسمه احياناً يقول العَرني لا الصحيح هو العُرني القضاعي الكوفي، كانت الكوفة مليئة بشخصيات من هذا النمط وعلى هذا المستوى من التفهم والاستيعاب لموقع آل الرسالة وآل الرسول وانتهلوا من علوم آل البيت والسلطة آنذاك والكيانات الطاغية استأصلتهم واحداً بعد واحد من اجل اخلاء الجو للمستهترين والعابثين فقط، غرضي ان الكوفة كانت منبع من المنابع لهذه الشخصيات الخيرة امثال حبة العرني، هو من الكوفة صحب الامام امير المؤمنين وانتهل من علومه وكان حبة من المحدثين المعتمدين في رواياتهم عند اهل البيت يعني كان يخرج بمهمات اما تبليغية او اصلاحية‌ وكان ينقل وجهات نظر اهل البيت والبعض وصمه وخصوصاً اعداء اهل البيت قالوا بأنه من الغلاة وهذا لا صحة له وهذا يرتبط اما بسبب الحسد او بسبب الموقف السليم والوفي من آل الرسالة من يتتبع قضية الغدير وهي اخطر حادثة في التاريخ الاسلامي يرى وتشير المصادر ان احد رواة قضية الغدير هو حبة العرني وكان يصرح بذلك لماذا اقول يصرح بذلك لانه مرت فترات انما تنكر من تنكر او تجاهل من تجاهل بسبب الاحتقان الشديد التي كانت تعيشه الدولة الاسلامية من الطغاة وما عاد احداً يمتلك الجرأة ويروي انه كان حاضراً او هو مثلاً يسند الى نفسه ويدعي قضية الغدير او موضوع الغدير، ويروي حبة رحمه الله يقول كنت ذات ليلة انا ونوف البكالي عند مولاي امير المؤمنين(ع) في آخر الليل ورقدت عيناي قليلاً ثم استيقظت في منتصف الليل واذا بالامام امير المؤمنين يتمشى في صحن الدار وينظر الى كبر السماء ويقرأ هذه الآية: «ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لقوم يتفكرون». 
يقول حبة اسمع الامام يقرأ ثم صاح الامام يا حبة اراقد انت ام رامق، رامق يعني تعي، قلت رامق يعني اسمع ومنتبه انا يا مولاي ثم قلت سيدي اذا كنت انت وتقول هذا وتتخوف عقاب الله لان الامام كان يناجي ربه بعبارات الهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم والى آخر مناجاته، يقول يا مولاي اذا كنت انت وتقول هذا وتتخوف عقاب الله فما نفعل نحن الضعاف ونحن الذين مثقلون بالذنوب فأرخى عينيه امير المؤمنين وقال يا حبة ان لله موقفاً ولنا بين يديه موقفاً لا يخفى عليه شيء من اعمالنا يا حبة ان الله اقرب الينا من حبل الوريد يا حبة لا يحجبني ولا اياك عن الله شيء يقول حبة مرت لحظات والامام اشاهده لا يستقر به مكان فهو يتمشى ويناجي ربه ثم بعد فترة ايضاً ناداني يا حبة اراقد انت ام رامق قلت بل رامق وقد اطلت بكائي فقال الامام يا حبة ان طال بكائك مخافة من الله فقرت عيناك يوم تلقاه، هذا تأكيد من الامام امير المؤمنين على حالة طالما اكد عليها رسول الله واهل البيت ان في يوم القيامة من المواصفات الرهيبة ليوم القيامة انه كل عين باكية في ذلك اليوم الا عينان عين بكت من خشية الله تعالى وعين بكت على مصاب ابي عبد الله الحسين، اتخطر في ايام الصبى شاهدت في النجف الاشرف في حرم امير المؤمنين احد العلماء الكبار يتوسل بأمير المؤمنين ويطلب حاجة وكنت برغم اني كنت صغيراً في السن لاحقته ما هي حاجته واذا اصغيت له يطلب من امير المؤمنين ان تند عينه بالدموع على مصاب ابي عبد الله الحسين، مطلب عجيب وجداً ملفت للنظر وكان يردد هذا الحديث كان عين باكية يوم القيامة الا عين بكت من خشية الله وعين بكت لمصاب ابي عبد الله الحسين، فالامام امير المؤمنين يقول لهذا الرجل الشريف الوفي لاهل البيت حبة العرني ياحبة ان طال بكاءك مخافة من الله قرت عيناك يوم تلقاه، حبة العرني كان يصحبه امير المؤمنين احياناً حينما كان يذهب الى وادي السلام بظهر الكوفة كان امير المؤمنين يزورها دائماً واحدى الادلة التي تحبذ هذا العمل زيارة القبور هو ما يذكره علمائنا ومؤرخونا زيارة النبي لمقبرة البقيع، زيارة النبي لقبر عمه الحمزة، مولاتنا الزهراء كانت تزور قبر ابيها، تزور مقبرة الحمزة واحد تزور مقابر البقيع، النبي كان يزور قبر امه وابيه ويبكي عليهما، وفي هذا السياق زيارة امير المؤمنين لوادي السلام والتي كانت دائماً موضع تردد فكان الامام امير المؤمنين يصحب معه حبة العرني وهنا يروي حبة العرني يقول كنت مع الامام امير المؤمنين ارى الامام كأنه يتكلم مع اناس وجهاً‌ لوجه وانا واقف حتى اتعب، اطرح ردائي اجلس والامام واقف مللت من الجلوس قمت ونهضت مرة ثم جلست والامام بوقفة واحدة ويتكلم فقلت يا ابا الحسن يا امير المؤمنين يقول انا اسمع الامام يقول: السلام عليكم يا اهل لا اله الا الله يا لا اله الا الله يا اهل الديار الموحشة والمحال المقفرة ثم يخاطبهم الامام اما الديار فقد سكنت واما الاموال فقد قسمت واما النساء فقد زوجت هذا خير ما عندنا فما عندكم ومستمر الامام ويقول حبة العرني قلت يا امير المؤمنين طال وقوفك واني اخشى عليك من الوقوف لكثرة التعب او اخشى عليك من التعب لكثرة الوقوف فقال الامام يا حبة ان هي الا محاورة مؤمن او مؤانسة فقلت اجساد ام ارواح قال بل ارواح وما من مؤمن يموت في شرق الارض وغربها الا وقيل لروحه الحقي بوادي السلام الامام يحدث حبة ‌العرني بذلك، حبة العرني شهد مع الامام امير المؤمنين النهروان وروى سلمة بن كهيل قال ما رأيت حبة قط الا يذكر الله بهذا التسبيح سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر او يصلي ودخلت مع ابي مسعود على حذيفة‌ بن اليمان وقلنا حدثنا بحديث اهل البيت، انا نخاف الفتن فقال عليكم بالفئة التي فيها عمار بن ياسر فأني سمعت رسول الله يقول تقتله الفئة الباغية، هذا جزء مما كان يرويه عن اهل البيت، توفي حبة العرني عام 77 هـ ودفن في زاوية الاصحاب بالكوفة نغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة