يقر جميع العقلاء بأن الخلق أولاً أصعب من الخلق ثانياً فإذا آمنّا بأن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان فعلينا القبول بإعادة خلقه.
ويشير القرآن الكريم إلي نماذج لتأكيد خلق الله للإنسان وإمكانية إعادة الخلق منها عندما جاء رجل إلي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وكان حاملاً بيده عظام بائدة فضغط عليها حتي أصبحت تراباً ثم قال من الذي سيحييها مرة أخري؟ كما جاء في الآية الـ78 من سورة "يس" المباركة "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ".
فأنزل الله علي الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ الآية "قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ"(يس/78).
ولدي الكافرين بالمعاد تشكيك في أمرين:
الأول: من يحيي العظام وهي رميم " و قالوا ءاِذا كنّا عِظاماً و رُفاتاً ءانّا لَمبعوثون خَلقاً جَديدا" (الإسراء 49).
والثاني: لو آمنّا بأنه يتم احياء العظام الرميمة فمن هو الذي يحيي هذه العظام " فسيَقولونَ مَن يُعيدُنا قُلِ الّذى فَطَركم اوّلَ مَرّة"(الإسراء / 51).
ويجيب القرآن الكريم علي هؤلاء بالقول "هُو الّذى يَبدؤا الخَلقَ ثمّ يُعيدُه و هُو اَهوَنُ عَليه" (الروم / 27).
وقد بيّن الله سبحانه تعالى دقة خلقه الإنسان وعظيم قدرته في العديد من الآيات القرآنية، منها "كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ"(الأعرف / 29)، و"و لَقَد عَلِمتُم النَشأةَ الاُولى فَلولا تَذَكّرون"(الواقعة / 62)، و"فَليَنظُرِ الانسانُ مِمّ خُلِق خُلِقَ من ماءٍ دافِق يَخرُجُ من بَين الصُّلبِ و التّرائِب اِنّه على رَجعِه لَقادِر"(الطارق / 5 ـ 8)، "ألَيس ذلِكَ بِقادرٍ على أن يُحيِى المَوتى"(القيامة / 40)، و"أوَلَم يَروا انّ اللّه الّذى خَلَق السّمواتِ و الارضَ قادِرٌ على أن يَخلُقَ مِثلَهم"(الاسراء/ 99)، و"أوَلا يَذكُر الانسان أنّا خَلقناه من قَبل و لم يَكُ شَيئا"(مريم / 67)".