البث المباشر

الحاج اسد الله الضرب الطهراني

الإثنين 11 فبراير 2019 - 09:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 201

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في مجال الحديث عن الصادقين الذين صدقوا بما عاهدوا الله عليه او صدقوا في ولاءهم لآل بيت الرسول(ص) اود في هذه الحلقة الحديث عن احد الصادقين في ولاءهم لاهل البيت هو المرحوم التاجر الوجيه والمحسن الكبير الحاج اسد الله الضرب الطهراني والذي خلال التحري والتتبع لم اجد تأريخاً محددا لولادته وكذلك وفاته الا انني تعرفت على تاريخ هذا الرجل من خلال تشرفي بزيارة مولى الموحدين مولى الموالي امير المؤمنين(ع) عندما كنا في النجف الاشرف وايام او السنين التي قضيناها بجوار مثوى امير المؤمنين خلال تشرفي في الحرم تعرفت من خلال دراستي للشخصيات المدفونة بجوار امير المؤمنين(ع) تعرفت ايضاً على مقبرة هذا التاجر الكبير والمحسن الشهير، هناك حجرة في الايوان الذهبي وتقع تحت المأذنة التي فيها مكروفونات او اجهزة او مكبرات صوت الاذان، هذه المقبرة فيها مجموعة من العلماء مثل المرحوم الكمباني، محمد حسين الاصفهاني(رض) وكذلك بعض العلماء الآخرين ومن ضمنهم المرحوم الحاج اسد الله الضرب الطهراني وهذا الرجل او هذا المحسن الكبير او الذي هو من الصادقين بولاءهم لاهل البيت كان صدقه او تفانية لولاء اهل البيت متعدد الجوانب ولكنه على الصعيد المالي كان موقفاً‌ او ولاءً تضحوياً، كان من اصحاب المال يمتلك بساتين ومزارع واشتهر بفعل الخير من ايام شبابه ولعل هذا من المواريث التي ورثها من والده الحاج محمد حسين، هناك بعض الاموال او بعض الممتلكات في الواقع موفقة المال مرة يكون نعمة ومرة يكون نقمة، يكون نقمة اذا جرأ صاحبه على‌ ارتكاب المعاصي على الاستهانة بالمعاصي واستحابت المحرمات والتنكر للواجبات وبالتالي ضياع الحياء من الله سبحانه وتعالى، هذا يكون نقمة وانا في خلال حياتي شاهدت حالات متنوعة من هذا الجانب وهذا الجانب فوجدت اناساً حينما امتلكوا المال جرهم المال الى الابتعاد عن الله والابتعاد عن رحاب اهل البيت(ع)، هناك شخص كنت أقرأ عنده وفي بيته كل سنة عشرة ايام،‌ ثم لما تفاقم ثراءه بدأ يقلص الفترة الى خمسة ايام ثم الى‌ ثلاثة ايام ثم انتقل الى العاصمة واذا به يربأ لان يقيم مجلساً لاهل البيت في منزله فكان يعطيني المال ويقول سيدنا انت اقرأ اينما تشاء، ثم تفاقمت ثروته الى درجة بحيث كان يصعب علي الاجتماع به ولقاءه وبالتالي نسي كل ما يتعلق بأهل البيت، هذا في الواقع مال يمكن ان يكون وبال على صاحبه لهذا يرد في دعاء الامام امير المؤمنين(ع) «اللهم اني اعوذ بك من ولد يكون علي نقمة ومن جار يكون علي سوءً ومن مال يكون علي وبالاً» المال ليس ملك لصاحبه وانما هو ملك للمالك القدير وهو الله ولكن امر الانسان ان يتصرف به تصرفاً حسناً لانه لا يملكه ملكاً ‌حقيقياً القرآن يقول «بسم الله الرحمن الرحيم / وانفقوا مما جعلكم مستخلفين» يعني ما تملكونه وانما لكم عليه القيومية او السلطة في التصرف: 

الا انما مالي الذي انا منفق

وليس لي المال الذي انا مالكه

اذا المرء لم يعتق من المال نفسه

تملكه المال الذي هو مالكه

مرة المال في خدمة الانسان ومرة يكون الانسان في خدمة المال فأذا صار الانسان في خدمة المال فهي حياة شوهاء تعيسة ومرة اذا كان المال في خدمة الانسان يكون المال نعمة ويكون المال جسراً للوصول الى الجنان والا من الذي صاحب معه امواله في قبره فكل من كان يملك مهما كان يملك نزعه ورحل الى ‌اهله صفر اليدين فلا مال نقل ولا دار سكن لكن اذا كان يستخدم المال من اجل الجهاد لان هناك جهاد جهاد بالمال ومرة جهاد باللسان واشده وافضله جهاد بالنفس، الجهاد بالمال نوعان مرة يكون سراً كصدقات امير المؤمنين(ع) «الذين ينفقون اموالهم سراً وعلانية» سراً ليكون خالصاً لوجه الله وعلانية لكي تكون سيرة للغير ولكي تكون مناراً يقتبس منها الغير اذن السلوك الصحيح في صرف المال والترشيد، التعامل مع المال هذا هو الاساس وليس كم فلان يملك وكم لديه من العقارات، لا قيمة ‌له نحن حينما نمر بسير الصادقين في مجال التضحية بالمال نلاحظ مثلاً الشيخ المفيد(رض) لما يرد الكلام عن الاطعام كان يطعم في مسجد براثا ليالي شهر رمضان في كل ليلة يصنع وليمة افطار لألف نفر في ليالي شهر رمضان ولا نعلم ان كانت هذه من نفقاته الخاصة او من نفقات المحسنين عموماً ‌هو كان الوسط وكان المحور، الصاحب بن عباد(رض) الشاعر والوزير او رئيس الوزراء ايام الدولة البويهية كان في ليالي شهر رمضان كان في كل ليلة يطعم الف مسكين، يقدم الف وجبة طعام وهكذا في هذا المجال يرد اسم المرحوم التاجر الحاج اسد الله الضرب ابن الحاج محمد حسين الطهران، دأب على صنع الخير وكان معروفاً بأنه في كل سنة‌ حينما يخمس امواله، الاموال المخمسة كان يثلثها يعني يقسمها الى ‌ثلاثة اثلاث فيصرف ثلثاً منها في سبيل الله تعالى وقد ذكروا لهذا الرجل الحسنات والمعروف المتنوع ولكن اشتهر بهذه الحالة هذه الحالة معروفة ان هذا الرجل تبنى مشروعاً طموحاً‌ كبيراً وكان يطمح ان لايموت حتى ينفذ هذا المشروع وفعلاً نفذه وهو ان هذا الرجل رصد مجموعة من امواله او مبلغاً كبيراً من امواله الخاصة فزوج في ليلة واحدة مئة علوي من مئة‌ علوية في ليلة واحدة واعطى كل علوي وعلوية ‌بيتاً خاصاً للسكن وهذا ليس بعمل نتصوره بسيطاً في تلك البرهة من الزمن، عملية التزويج والنفقات ثم تدبيره في ليلة واحدة فلما انجز هذا المشروع كان يتمنى الموت بعده وعلى اي حال، امر واوصى ان يدفن عند الامام امير المؤمنين(ع) فنقل جثمانه في وسط تشييع خاص الى النجف ودفن عند مثوى امير المؤمنين في هذه المقبرة في الايوان الذهبي تحت المأذنة التي فيها مكبرات الاذان، أسأل الله له الرحمة والرضوان وان يجعل وجهه ابيضاً يوم القيامة ببركة صلته ومحبته للرسول واهل بيته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة