البث المباشر

قيس بن سعد بن عبادة رئيس شرطة الامام علي(ع)

الإثنين 11 فبراير 2019 - 09:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 185

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اوتاد الصادقين ورموزهم هو الصحابي الجليل والعالم المخضرم قائد شرطة الامام امير المؤمنين واحد اصحابه الاوفياء وهو قيس بن سعد بن عبادة، هذه الشخصية الجليلة لا يستوعب برنامج بهذه الدقائق الحديث عنها لكنني اجمل صفحة مقتضبة من ترجمة هذا البطل الكبير، هذا الرجل من مشاهير اهل الحق وهو من صحابة النبي الاجلاء وشهد قيس مع النبي(ص) معظم المشاهد وكان قيس شجاعاً كريماً طويل القامة بهيج المنظر وعرفه المؤرخون بأنه من دهاة الحروب، كانت له هذه المقالة يرددها لولا الاسلام مكرت مكراً لا تطيقه العرب وكان يقول ايضاً لولا سمعت من رسول الله بأن المكر والخديعة في النار لكنت من امكر هذه الامة. المكر ليس بعزيز على المؤمنين وعلى الاولياء لكن هناك تقوى وهناك التزام وكان قيس بن عبادة كريماً جداً فقد روى ابراهيم بن سور الثقفي في كتابه الغارات ان قيساً سافر مع عدد من الصحابة فكان ينفق عليهم بسخاء فأعترض عليه احدهم قائلاً ان هذا لا يقوم به مال ابيك يا قيس فأمسك يدك ولما عادوا من سفرهم قال ابوه سعد لذلك الرجل اردت ان تبخل ابني انا قوم لا نستطيع البخل وكان قيس يدعو دائماً «اللهم ارزقني حمداً ومجداً فأنه لا حمد الا بفعل ولا مجد الا بمال، اللهم وسع علي فأن القليل لا يسعني ولا اسعه».
كان قيس عارفاً قدر الامام علي بن ابي طالب(ع) وكان مخلصاً في ولائه للامام وشهد مع الامام حروبه ووقف مع الامام الحسن بعد استشهاد مولى الموالي امير المؤمنين(ع) وقيس بن سعد هو احد ولاة الامام امير المؤمنين والمعتمدين لديه فقد ولاه مصراً وقال له سر الى مصر فقد وليتك اذا انت قدمتها احسن الى المحسن واشتد على المريب وارفق على العامة وذهب قيس الى مصر وبقي فيها الى ان تفاقمت الفتنة بين الامام امير المؤمنين ومعاوية وحينما نستقرأ التاريخ ونلاحظ المكاتبات بين قيس بن سعد وبين معاوية ‌نلاحظ ان معاوية كان يعاني احتقاناً شديداً من شخصية قيس وقد اشتهر قيس ايضاً ‌انه احد الرواة الموثوقين عن رسول الله(ص)، ولما عزم الامام المؤمنين على الذهاب الى صفين استدعى الخيرة من اصحابه وطلب منهم مئه نفر من ثابتي القدم على ان يبايعونه على الوقوف معه حتى السيف فكان من طليعتهم قيس بن سعد وتولى قيس مهمة كبيرة وهي قيادة احدى جبهات الحرب فكان يردد في ساحات الوغى:

انا بن سعد زانه عباده

والخزرجيون رجال سادة

ليس فراري بالوغى بعادة

ان الفرار للفتى قلادة‌

«قلادة يعني تبقى وصمة عار»

يارب ان تلقني الشهادة

القتل خير من عنا غادة

وكان معاوية ‌عصبياً متأزماً من مواقف قيس بن سعد ولا يتوانى عن شتمه ولعنه وكان يصفه بأنه يهودي وابن يهودي وقلت بأن معاوية كان يعاني احتقان شديد من قيس ومن ابيه سعد لما سبق من حالات اثبت فيها الرجلان اخلاصهما ووفائهما للامام امير المؤمنين وقرأت احد كتب قيس الى معاوية يوم صفين في آخر الامر حادة‌ جداً شديدة اللهجة ‌جاء فيها من قيس بن سعد بن عبادة الى معاوية ‌اما انت وثن وابن وثن من هذه الاوثان دخلت في الاسلام كرهاً واقمت عليه فرقاً، خرجت منه طوعاً ولم يجعل الله لك فيه نصيباً لم تتقدم بأسلامك ولم تزل حرباً‌ على الله وعلى ‌رسوله فأنت عدو لله ولرسوله وللمؤمنين من عباده ولقد علمت وعلمنا ان ابي سعد من انصار الدين الذي خرجت منه واعداء الدين الذي دخلت فيه وصرت اليها الى‌ آخر الرسالة فلما قرأها معاوية‌ شبت به نار الغضب والحقد فشاهده عمر بن العاص وهو يلتهب نهاه عن الجواب وقال يا معاويه مهلاً ان كاتبته اجابك بأشد من هذا فأمسك قلمك عنه وطبعاً اشتهر قيس بأنه الرجل الصلب في المنازلة واللسن في المكاتبة ويعد المؤرخون قيس بن سعد من شعراء الغدير ايضاً لانه يوم صفين في اهازيجه وارازيجه كان يمر بحديث الغدير فقوله مثلاً:

قلت لما بغى العدو علينا

حسبنا ربنا ونعم الوكيل

حسبنا ربنا الذي فتح البصرة

بالامس والحديث طويل

وعلي امامنا وامام لسوانا

اتى به التنزيل

حين قال النبي من كنت

مولاه فهذا مولاه خطب جليل

انما قاله النبي على الامة

حتم ما فيه قال وقيل

وقد وجدت ترجمة جميلة ووافية لهذا الشاعر البطل في الموسوعة الشهيرة بأعيان الشيعة للمرحوم السيد محسن الامين العاملي رضوان الله عليه وذكر فيه العديد من المواقف قيس بن سعد سواء يوم الجمل و يوم صفين وكذلك موقفه الرائع والمهم بعد وفاة امير المؤمنين(ع) حينما كان داعية ساخنة للامام الحسن(ع) وذكر المرحوم السيد محسن الامين مقاطع من قصائده ومن اراجيزه والتي لا يسعني في هذا البرنامج ان اذكرها غير اني اشرت اشارة خاطفة ‌الى بعض ابياته ومن مواقفه البطولية حين المواجهة بين الامام الحسن وبين معاوية حينما صارت تلك النهاية او ما يعرف بالصلح وفي الواقع ليس بصلح ولكن حل لتلك المعضلة او الفتنة بأصلح وجه وادق صورة، في هذا الصلح حاول معاوية ان يظهر بمظهر الطاغية المتجبر لكن الامام الحسن والامام الحسين فوتا عليه هذه الفرصة وكان احد من وقف الى‌ جانبهما بلسان ناطق بالحق وصادع بالفضل والفضيلة لاهل البيت هو قيس بن سعد بن عبادة وعاش الرجل الى‌ عام ستين من الهجرة وكان لا يتوانى عن استغلال اي فرصة ليستثمرها في خدمة ‌اهل البيت وفي الدفاع عن مظلوميت اهل البيت قلت واقول وأأكد بأن قيس بن سعد كان مخلصاً وحساساً‌ جداً بخصوص حديث الولاية والولاء لاهل البيت وبالمعنى الاخص الامام امير المؤمنين(ع) فكان هاجسه اول وخاطرته التي لاتبتعد عنه هو شخصية الامام امير المؤمنين توفي هذا البطل الاعز عام 60 بعد عمر حافل بالمواقف المشهودة له مع النبي وعلي والحسن(ع)رحمه الله ورحم جميع الشهداء والصديقين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة