الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
من عظماء اهل البيت وفقهاء اهل البيت وعلماء اهل البيت هو السيد عبد العظيم الحسني، حينما يصل الانسان الى مدينة طهران من العتبات المقدسة المشهورة بجنوب طهران مشهد عظيم يسمى بمشهد شاه عبد العظيم شاه عبد العظيم او السيد عبد العظيم الحسني هو ابو القاسم كنيته ابو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب(ع) زوجته ايضاً حفيدة الامام الحسن(ع) زوجته خديجة بنت عمه طبعاً هو من مواليد المدينة وقلت من الذين تخصصوا في فقه اهل البيت وانيطت له مهام تبليغية مهمة من قبل اهل البيت كانت تحدث فتن والفتن هذه خطيرة كانت لانه من اخطر الفتن ان يفتتن الناس بدينهم او حينما تحدث فتنة في داخل الدين هذا يقول شئ وذاك يقول شئ ويصل احياناً التباين الى درجة المواجهة مئة بالمئة وكل ينسب رأيه وفتواه الى الدين والى الفقة الاسلامي.
هذه الفتن كانت تمزق الناس خصوصاً تمزق جماعة اهل البيت الموالين لاهل البيت لذلك كان اهل البيت يتصدون للقضاء على هذه الفتن بانتقاء شخصيات معبئة بالعقلية الاجتماعية والتفكير السليم والقدرة العلمية والتسلط الفقهي يوكلون اليهم مهام احتواء هذه الفتن واعادة الافكار الى الخط الصحيح، احد الذين يقومون كانوا انيطت اليهم هذه المهمة مراراً هو السيد عبد العظيم الحسني حتى ان الامام الرضا(ع) اوفده الى مهمة من هذه المهام من هذا القبيل من هذه المعضلات ويوصيه الامام الرضا(ع): يا عبد العظيم ابلغ اوليائي عني السلام وقل لهم ان لايجعلوا للشيطان عليهم سبيلاً وأمرهم بالصدق في الحديث واداء الامانة وأمرهم بالسكوت وترك الجدال، نلاحظ ايها الاخوة النقاط الحساسة التي يسلط عليها الضوء الامام الرضا(ع) يريد لمن ينتمي الى اهل البيت ومن هو معني بأهل البيت ان يتصف بهذه الصفات، ابلغ اوليائي عني السلام، اوليائي وقل لهم ان لايجعلوا للشيطان عليهم سبيلاً وأمرهم بالصدق في الحديث واداء الامانة وأمرهم بالسكوت وترك الجدال وان لايشغلوا انفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً هذا من اخطر ماكان يهدد نعم منهج اهل البيت او جماعة اهل البيت، محبي اهل البيت(ع) فالسيد عبد العظيم مدفون هناك وله مزار يزوره المسلمون المؤمنون وطبعاً زيارة عبد العظيم كانت بتوصية من الائمة، الامام الرضا ومن الامام الهادي ومن الامام العسكري بالذات يعني ثلاثة من الائمة المعصومين اكدوا على زيارة قبره، قلت يقع في منطقة تسمى بالري وكيف وصل الى هناك الظاهر ان الخوف والملاحقة والمطاردة التي كانت هي من سمات الطغاة، مطاردة العلماء مطاردة الالسنة التي تتحدث عن اهل البيت فهو للنجاة بنفسه كان يتكتم ويختار المناطق النائية فاختار منطقة الري كانت هذه المنطقة تعرف آنذاك تعرف بساربانان فيها منزل لاحد محبي اهل البيت سكن عنده، بجوار قبره هناك قبران واحد يعرف بقبر الحمزة وهو من احفاد الامام زين العابدين والآخر هو من اولاد الامام موسى بن جعفر فيبدو ان المنطقة هذه منذ زمن بعيد كانت ملاذاً ملجأ للخائفين من ابناء الائمة وذرار رسول الله(ص) فسكن هناك ومرض وتوفي ودفن هناك وقلت بأن زيارته من الزيارات التي هي من سنن اهل البيت التي اكد عليها الائمة حتى ان واحد من اهل الري هذا ذهب الى سامراء عنده استفتاءات يستفتي من الامام الحسن العسكري وهو لما دخل على الامام العسكري كان راجع للتو من كربلاء وزيارة الحسين ذاك اليوم آنذاك فيها مشاق وفيها تهديد وفيها خوف فسأله الامام الحسن العسكري اين كنت قال كنت في زيارة جدك الحسين(ع)، الامام(ع) بعد ان استحسن منه هذا العمل ثم قال له اما انك لو زرت السيد عبد العظيم عندكم كنت كمن زار جدي الحسين، اما هناك رواية من زاره وجبت له الجنة ونظير هذا ابوحماد الرازي يقول دخلت على الامام الهادي بسر من رأى في سامراء يعني وسألته وذلك اليوم كانت تستعصي عليهم الامور اصحاب اهل البيت واولياء اهل البيت يقطعون المسافات شاسعة من اجل ان يحصلوا على فتوى بأن هذا الامر حلال ام حرام لان اهم شئ للمؤمن ان يتفقه في دينه ربما يأكل حرام وهو لا يعلم ربما يلبس حرام وهو لايعلم ربما يقتني الحرام وهو لا يعلم لذلك كانت هذه المسألة تهم محبي اهل البيت واولياء اهل البيت هذا ابوحماد الرازي يقول دخلت على الامام الهادي واسأله عن المسائل المختلفة والاستفتاءات ثم هو سألني انت قطعت هذه المسافة لماذا؟ قلت: يابن رسول الله جئت لاستفتيك عن امور الحلال والحرام.
الامام حبذ منه هذا العمل ثم ودعه وقال له يا هذا اذا اشكل عليك امر من هذا القبيل وخصوصاً امر يتعلق بشؤون دينك فسأل عنه السيد عبد العظيم يعني مما يبدو يحظى بثقة عالية عند اهل البيت ثم قال له اقرأه عني السلام حينما تلقاه، طبعاً انا قرأت في ترجمة السيد عبد العظيم بحوث عالية له في العدل وفي التوحيد وله ترجمة خاصة او رسالة مختصرة في ترجمته اوردها الصاحب بن عباد واوردها صاحب المستدرك في خاتمة المستدرك وفي النهاية يذكر عنه ترجمة كبيرة. ويلاحظ من خلال مراحل الضغط والارهاب والفزع التي مرت بمحبي اهل البيت واولاد اهل البيت كيف كان يتكتم اولياء اهل البيت من اجل ايصال فكر اهل البيت وكيف تحملوا العناء وكيف تحملوا المشاق بحيث ضحوا بالغالي والرخيص يعني بعضهم اهله لايعرفون عنه لمدة عشر سنوات والبعض الآخر لايعرف ذووه عنه عشرين عاماً كل ذلك اما من اجل ان ينشروا فكر اهل البيت يعني هذا الذي اريد ان اقول بأن هذا التراث الذي هو بأيدينا ايها الاخوة وهذه العقيدة الصافية نتعبد الله فيها بمذهب اهل البيت ما وصلتنا الا عبر تضحيات وعبر عطاء ضخم قدمه اولاد اهل البيت اولياء اهل البيت في سبيل نشر تراث اهل البيت وفكر اهل البيت هذا كله يلفت ذهن الانسان ووجدان الانسان الى ضخامة العقيدة هذه واهميتها بحيث هؤلاء قدموا الغالي والرخيص من اجل نشرها نحن كما نشكر الله سبحانه وتعالى على هذا التوفيق يجب علينا ان نشكر هؤلاء امثال السيد عبد العظيم وغيره من المئات او الآلاف من اولياء اهل البيت من اولاد اهل البيت الذين ضحوا وتحملوا واوصلوا الينا هذا الفكر السليم وهذا التراث الصحيح الذي هو بعيد عن الشوائب والخلط وغير ذلك نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن يتمم لهم هذه الادوار وهذا الجهاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قدمنا لكم مع الصادقين.
*******