وتشمل هذه الحملة فيما تشمل تضييق الخناق الاقتصادي على الحزب بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، وضرب ما تصفه تل ابيب بقوافل الأسلحة القادمة من سوريا.
علاوة على ذلك، لا يُخفي صناع القرار في تل أبيب، من المستويين الأمني والسياسي، أن حزب الله بات يشكل خطرا إستراتيجيا على الأمن القومي، بسبب تعاظم ترسانته العسكرية، والتي باتت تشمل صواريخ تُصيب كل بقعة في العمق الصهيوني وبدقة شديدة، بما في ذلك مفاعل ديمونا النووي ومطار اللد الدولي، المسمى إسرائيليا مطار بن غوريون، الأمر الذي يعني شلّ حركة الطائرات من وإلى "إسرائيل".
تكتيكيًا تستطيع "إسرائيل" التعايش مع التهديد الذي يُمثلّه حزب الله، ولكن من الناحية الإستراتيجيّة لا يُمكن لهذه الدولة المارقة بامتياز أنْ تعيش في ظلّ هذا التهديد الإستراتيجيّ، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ تقديرات المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب تؤكّد أنّ عدد الصواريخ التي يملكها الحزب تصل إلى ۱٥۰ ألف صاروخ وقذيفة، وأنّ الصليّة الأولى التي ستُطلق باتجاه العمق "الإسرائيليّ" في حالة اندلاع الحرب ستشمل ألف صاروخ يوميا، وهو الأمر الذي لا يُمكن للعمق "الإسرائيليّ" تحمله.
وفي هذا السياق أفادت تقارير إعلامية صهيونية الأربعاء أن السفير الصهيوني السابق لدى الأمم المتحدة رون بروسور دعا الولايات المتحدّة الأمريكية إلى العمل على تعديل القرار ۱۷۰۱، وهو القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في آب (أغسطس) من العام ۲۰۰٦ ووضع حدًا لحرب لبنان الثانيّة، التي استمرّت ۳۳ يومًا بين حزب الله وجيش الاحتلال. وأضاف المسؤول الصهيوني أنّ التعديل الذي يقترحه يجيء لكي يُصبح تحت الفصل السابع بهدف نزع سلاح حزب الله والتصدّي له قبل وقوع حربٍ ستكون مكلفةً جدًا.
ولفتت صحيفة (هآرتس) الصهيونية إلى أنّه في مقال بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة حمل عنوان “لا يزال هناك وقت لتجنب وقوع الحرب في لبنان” كتب بروسور أنّه على “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي إلقاء نظرة على الحدود الشمالية لـ"إسرائيل"، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ لبنان عند مفترق طرق والقرارات التي يتخذها ترامب الآن يمكنها المساعدة في تجنب حرب مدمرة بين "إسرائيل" وحزب الله، على حدّ قوله. الحرب شدد بروسور على أنّها ستكون لها أضرار جسيمة على لبنان وقد تجر الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى ورطةٍ أخرى معقدةٍ ومكلفةٍ في الشرق الأوسط، بحسب تأكيده.
علاوةً على ما ذُكر آنفًا، تحدّث السفير الصهيوني السابق عن تعاظم قوة حزب الله العسكرية وقال إنّ الأخير بات اليوم أقوى بعشرة أضعاف ممّا كان عليه في ۲۰۰٦. هو يملك ۱٥۰ ألف صاروخ وبإمكانه إطلاق ۱٥۰۰ منها في اليوم، من الأرض والجو والبحر مستهدفًا أي مكان في "إسرائيل"، وذهب بروسور إلى حدّ اعتبار أنّ حزب الله أقوى عسكريًا من معظم أعضاء الناتو، وهي المقولة التي درج وزير الأمن الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، على تكرارها في مناسبةٍ أوْ بغير مناسبةٍ لإرهاب المجتمع الدوليّ من قوّة حزب الله وتصوير "إسرائيل" على أنّها الـ”ضحيّة”.
وتابع بروسور قائلاً إنّه يمكن تجنّب الحرب بين "إسرائيل" ولبنان فقط في حال تحرّك العالم الآن بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّه حان أوان تحديث قرار مجلس الأمن الدولي ۱۷۰۱ الذي فشلت قوات الأمم المُتحدّة العاملة في الجنوب اللبنانيّ (اليونيفيل) في فرض تنفيذه.
ورأى المسؤول الصهيوني أيضًا أنّه يتحتّم على الولايات المتحدة الأمريكيّة أنْ تسعى لتعديل القرار ۱۷۰۱ من أجل نزع سلاح حزب الله وجعل الجنوب اللبنانيّ منطقة منزوعة السلاح تحت الفصل السابع، بالإضافة إلى ذلك، دعا إلى أنْ تكون المساهمة الأمريكيّة في ميزانية اليونيفيل والتي تشكل ٤۳ بالمائة من ميزانية قوات حفظ السلام المنتشرة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية مشروطة بأدائها.
*المصدر: رأي اليوم
*توضيح الصورة: "دبابة للاحتلال دمرها مقاتلو حزب الله خلال حرب ۲۰۰٦ "