في مجالات الثقافة المعاصره استأثر منهج التحليل النفسي بمكان الصدارة سواء في ميدان علم النفس ذاته او في ميدان الادب والدراسات التاريخية والثقافة العامة، وكان سيغمونت فرويد اليهودي النمساوي الاشهر صيتاً في هذا المجال والا بعد اثراً وذلك لسبب الاهتمام المتزايد بآراءه من قبل الحركة الصهيونية، فما هي قصة فرويد؟
في لقاءنا السابق من البرنامج استبان لنا تركيز مدرسة التحليل النفسي الفرويدية على حيونة الانسان على نحو عامد ذميم، وفي نظره ان الاخلاق والدين ليست قيماً اصيلة في الحياة البشرية وان الغريزة الجنسية البهيمية هي المحرك الاول والاساس لسلوك البشر، وقد استند فرويد لاثبات افكاره الغريبة على الاساطير القديمة البائدة وعدها من حقائق العلم واستند كذلك الى حالات المرضى والشواذ واعتبرها مقياساً للاصحاء والاسوياء، مما جعله في رأي العلماء اقرب الى المتكهن والمشعوذ منه الى العالم، واشار هؤلاء العلماء الى نقطة الضعف الكبرى في منهج فرويد وهي انه اتخذ من دراسة حياته الشخصية وطفولته قاعدة عامة، وقد ثبت من خلال مؤلفاته انه كان يتخذ من تحليل احلامه وهواجسه ومشاكله في صباه كيهودي نمساوي واجه التعصب ضد اليهود قاعدة لكل تصميماته ونظرياته.
ولقد خالف فرويد في نظريته علماء نفس اخرون معروفون من امثال ادلر ويونج واستيكل، فآراء فرويد كما يرى يونج ذات جانب واحد وانها غير ناضجة ذلك ان مصدر شعور الطفل في الحصول على الغذاء ينبغي ان لا يوصف بأنه جنسي بأي حال من الاحوال بأعتبار ان الدافع الجنسي المزعوم لا يتميز في نفسه ثم ان الجنس في نظرية يونج ليس اساس الدوافع البشرية بل واحد من دوافع عديدة وان الدافع الانساني الاول هو الرغبة الملحة في التفوق وان ارادة القوة هي الارادة الصادقة الاصيلة في نفس كل انسان. اما ادلر فيذهب الى ان النقص يكاد يكون هو السبب الاساسي للنبوغ وان دافع تأكيد الذات وليس الجنس هو القوة السائدة في الحياة.
اجل مستمعي الكريم ان الاعتراضات والانتقادات لنظرية فرويد في تغليب الجنس على سائر الدوافع كانت تقوى وتشتد ورغم ذلك وفي ظروف خاصة شقت نظريته طريقها بعنف وسيطرت على جميع ميادين الدراسات النفسية وكانت من وراءها قوى تدفعها الى الامام.
وقد سجلت بروتوكولات الصهيونية اشارة الى فرويد فقالت يجب ان نعمل لتنهار الاخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، ان فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الاكبر ارواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار اخلاقه.
من هنا رجح الكثيرون ان هدف فرويد كان داخلاً ضمن المخطط الذي رسمته الصهيونية للسيطرة على العالم بعد تدمير اخلاقه ولقد امتد اثر فرويد نتيجة لذلك حتى شمل الادب والقصة والسينما والمسرح والاذاعة والتلفزيون ووصل الى بيوت الازياء وادوات الزينة.
ويقرر الباحثون ان ليهودية فرويد دخلاً كبيراً في صياغة الكثير من نظرياته وفرضياته وتعليلاته ذلك انه كان ينتمي الى الحركة الصهيونية التي اقل ما ينسب اليها حب المال والانغلاق والتعصب، ومن هنا انبعثت فلسفته التي وصفت بأنها ميكانيكية جبرية، ذلك لانها تنظر الى الانسان كأنه آلة عديمة الحرية خاضعة كل الخضوع لقوى خفية لا يمكن التغلب عليها الا بالحيلة ولذلك فرض على علم النفس مبدأ الجبرية وانكر الارادة الفردية القادرة على مقاومة الغرائز.
وقد وصف فرويد بأنه كان يمر بأزمات نفسية اشبه بالهوس الجنسي عندما كان يعالج مريضة مصابة بعقدة الكترا، وحين كان فرويد يعالج هذه الفتاة يكتشف انه هو مصاب بعقدة اوديب وانه كان يتجه الى امه ويغار من ابيه وانه اتهم اباه ظلماً بجريمة اخلاقية رهيبة، ان اسطورة اوديب الاغريقية تتحدث عن ابن اقترف جريمتين بشعتين، قتل اباه وارتكب خطيئة اخرى فضيعة فعاقب نفسه بأن فقع عينيه، هذه الاسطورة جعلها فرويد حقيقة يؤمن بها ويفسر بها سلوك الآخرين.
اجل، كان فرويد مجموعة من العقد النفسية والعادات الغريبة ولم يستطع ان يشفي عقله الباطن من هذه العقد الى آخر حياته، كان ينسى الاسماء ومنها اسم احد معارفه وكان يتبع اوراقه التي تدخل في ترجمة حياته فيحرقها وكان يؤمن انه سيموت في نهاية الحرب العالمية الاولى فمات في بداية الحرب العالمية الثانية، وكان فرويد عرضة للاغناء على المفاجئات وكانت مرارة الطبع سمة ملازمة له في علاقانه بغيره وكانت لاحلامه وجوه خفية ترمز الى دلائلها في سريرته الباطنة، وكانت له انواع من القلق تدل على باعث من بواعث الحيرة المكتومة، واظهر حالاته انه كان يحارب الالتزام بالعقائد الدينية والعادات الخلقية لكنه يتشبث بالتفسير الجنسي للعقائد والعادات.
كان فرويد ينسى نفسه ليلاً في فراشه ويخشى من السفر بالقطار ويحضر المحطة قبل موعد حركة القطار بنحو ساعة كاملة وكان دائم العزلة لا يسمح لاحد ان يصاحبه طويلاً.
نظرية فرويد هذه اريد لها ان تسيطر على مناهج التعليم والتربية والدوائر العلمية غير انها قد انكشف عوارها في السنوات الاخيرة وبان فسادها حتى ان الاطباء النفسانيين الذين اجتمعوا لاحياء ذكرى فرويد في مدينة شيكاغو في عام ٥٦ وعددهم نحو اربعة الاف قد فوجئوا بحملة على فرويد ومذهبه وقد قاد هذه الحملة الدكتور بريسيفال بيلي مدير معهد النفسيات بولايات اميوواز وخلاصة حملته ان البقية الباقية من طب فرويد قليلة لا يؤبه بها واما آراءه لا تضيف شيئاً الى القيم الانسانية لانه يرتد بالانسان الى اغوار الباطن ويحمل جانبه المنطق الشاعر وانه لم يكن يفهم المرأة ولم يحس جلال العقيدة وهكذا يرى المراقبون ان العالم استطاع ان يضع فرويد على المشرحة قبل ان يمر عشرون عاماً على وفاته.
واخيراً، قد كشفت الابحاث التي نشرها الكتاب اليهود في السنوات الاخيرة عن علاقة جذرية وعميقة عن نظرية فرويد وبعض نصوص التلمود اليهودي ولقد ظلت نظرية فرويد في التفكير الجنسي للسلوك البشري تخدع مئات العلماء ببريقها الزائف سنوات طويلة، حتى اعلنت هذه الحقيقة التي سنلقي الضوء عليها في لقاءنا القادم بأذن الله، شكراً لكم.
*******