ولفظ الفرقان يعني التفريق بين الحق والباطل وهو أحد أسماء القرآن الكريم وتتطرق السورة المباركة إلي محاور عديدة منها التوحيد والمعاد والنبوة ومواجهة الشرك وعبادة الأصنام وتتطرق في نهايتها إلي شرح صفات المؤمنين.
ويمكن تصنيف سورة الفرقان المباركة إلي ثلاثة أقسام من حيث الموضوع:
القسم الأول يتطرق إلي منطق المشركين ويرفضه ويردّ علي ذرائعهم لنبذ الحق ويضمّ آيات تحذرهم من العذاب الإلهي ويروي لهم مصير الأقوام والشعوب السابقة التي أشركت بالله وأنزل عليهم العذاب ويدعوهم للإعتبار من التأريخ.
وتتطرق السورة المباركة في القسم الثاني من آياتها المباركات إلي التوحيد وعلامات العظمة الإلهية والإعجاز الإلهي وتتحدث عن الإعجاز في الشمس والظلمات والريح والمطر وإحياء الأرض بعد موتها.
ومن الآيات المهمة في هذا القسم هي الآية 53 من سورة "الفرقان" المباركة "وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَ هذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا".
وتتحدث الآية عن بحرين محاذيين أحدهما ماءه ملح والآخر ماءه عذب وتتحدث كذلك الآية الـ19 من سورة الرحمن والآية الـ61 من سورة النمل المباركة عن هذين البحرين.
ويبدو أن الآيات الكريمة هذه تشير إلي بحر البلطيق وبحر الشمال المحاذيين لمدينة "سكاجن" الدنماركية كما أن البحر المتوسط والمحيط الأطلسي أيضاً يتميزان بالصفات نفسها.
وفي القسم الثالث تتطرق سورة الفرقان المباركة إلي صفات المؤمنين الذين تصفهم بـ "عباد الرحمن" وتفضلهم علي الكفار المتعصبين والمتذرعين وتعد لهم صفات منها العقيدة والعمل الصالح وردع الشهوة والوعي والبصيرة والتعهد وقبول المسئولية.