وإن لآية الكرسي شهرة كبيرة في أوساط المسلمين كما روي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أنها أهم وأكثر الآيات فضلاً في القرآن الكريم.
وإشتهرت الآية 255 من سورة البقرة المباركة بآية الكرسي وجاءت التسمية علي لسان الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وسميت لما فيها من تعاليم ومعارف إلهية وإختصار لأسماء الله الحسني في عبارة "الله لا إله إلا هو".
آية الكرسي "اَللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" تحمل 16 من أسماء الله وصفاته، الأمر الذي جعل الآية الكريمة تعرف بأنها رسالة التوحيد وشعاره.
إن عبارة "لا إله إلا الله" مطلع سجل كل مسلم وأول شعار دعا إليه الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وعقيدة السعادة والنجاة فإن الموحد يستصغر كل ما دون الإله الواحد الأحد ولا يعلي أحد عنده وهذا الأمر جعل المسلم لا يسجد لغير الله تعالي.
إن إستخدام صفة "الحياة" لله عزَّ و جلَّ يعني أنه لا فناء له و"القيوم" يعني أنه قائم دائماً وأبداً وسرمداً و"لا تأخذه سنة ولا نوم" يعني أنه لا يتوقف لحظة عن إدارة الكون و"له ما في السماوات وما في الأرض" و"من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه" دليل علي أنه القادر الوحيد وكل شفيع دونه.
وهي دليل أيضاً علي أن الأصنام لا تشفع للعباد عند الله وأن الشفيع ليس له قدرة غير الله إنما هو من يأذن للشفيع بالشفاعة.
والكرسي في تسمية الآية لا يعني أنها عرش إتكأ عليه البارئ عزَّ و جلَّ بل كما قال المفسر القرآني الكبير العلامة الطباطبايي في تفسيره للقرآن الكريم أن الكرسي مرتبة من مراتب العلم اللدني والكرسي هو العلم الذي لا يقدّر وإن الآية دليل علي إشرافه علي السماوات والأرض والعالم المادي وغير المادي.
كما أن عبارة "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم" توحي بأن الكرسي هو مقام في الحال والمستقبل ويتضمن كل الأزمان والأمصار وأنه ليس سوي العلم الإلهي الذي وصف بالكرسي.