البث المباشر

احلى الكلام -۸۰

الثلاثاء 22 يناير 2019 - 11:09 بتوقيت طهران

الحلقة 80

بعث إليّ الأخ نزار المؤيّد من بغداد أن لمن بيت الحكمة هاذا السّاري مثلاً:

قومي هم قتلوا أميم أخي

فإذا رميت يصيبني سهمي؟

قلت للأخ المؤيّد العزيز: هاذا البيت للحارث بن وعلة الجرميّ، وهو مطلع أبيات، وهاذا هو ذا مع ثلاثيها الأولى:

قومي هم قتلوا أميم أخي

فإذا رميت يصيبني سهمي

فلئن عفوت لأعفون جللاً

ولئن سطوت لأوهنن عظمي

لا تأمنن قوماً ظلمتهم

وبدأتهم بالشتم والرّغم

أن يأبروا نخلاً لغيرهم

والشيء تحقره وقد ينمي

ونمى الشيء ينمي نماءً ونماءً ونمياً ونميّاً، إذا زاد وكثر.
وسألني المستمع الكريم علاء الفقيه، من بيروت أن لمن هاذا البيت:

بنفسي يا جنان وأنت منّي

محلّ الرّوح من جسد الجبان؟

قلت الفقيه (دام معافى): هاذا البيت للأمير الشاعر العظيم الغناء في المشاهد وحسن الأدب وجودة الشعر القاسم بن عيسى بن إدريس العجليّ. وما سألتني عنه من جيّد شعره المغنّى، وبعده هاذان البيتان يزيدانه جمالاً:

ولو أنّي أقول مكان نفسي

خشيت عليك بادرة الزّمان

لإقدامي إذا ما الخيل حامت

وهاب كماتها حرّ الّطعان

وله فيه لحن وصنعة.
وكتب إليّ الأخ عيسى السّبعيّ من الباحة بالحجاز - حجزه الله عن كلّ سوء- أن لمن هاذان البيتان:

بنفسي من قلبي له الّدهر ذاكر

ومن هو عنّي معرض القلب صابر

ومن حبّه يزداد عندي جدّة

وحبّي لديه مخلق العهد دائر؟

قلت لأخي السّبعيّ الباحي الكريم: هاذان البيتان للشّاعر الذي ضرب بحبّه لأهله لبنى بنت الحباب الكعبيّة المثل ووفائه لها، حتّى مات أحدهما في الآخر بعد طلاقها بإصرار أمّه.
أعني قيس بن ذريح المدنيّ نسبة إلى المدينة المطهّرة المنوّرة برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو رضيع سيّد الشهداء الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) أرضعتهما أمّ قيس وهي بنت سُنَّة بن الذّاهل الخزاعيّة.
ولم يكن لقيس شعر، إلاّ في لبنى، وكلّه عذب رقيق، ومن جيّده قوله:

أتبكي على لبنى وأنت تركتها

وكنت كآت حتفه وهو طائع

فيا قلب صبراً واعترافاً لما ترى

ويا حبّها قع بالذي أنت واقع

ويا قلب خبّرني إذا شطّت النّوى

بلبنى وبانت عنك ما أنت صانع

وهتف إليّ المستمع سعد الهاشم أن لمن هاذا القول:

ترى الناس ماسرنا يسيرون ظفنا

وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا

قلت لأخى الهاشم العزيز: هاذا قول الشاعر العاشق الغزل جميل بن عبدالله بن معحر العذريّ المتوفى سنة اثنتين وثمانين.
وذكر الرّواة أنّ الفرزدق وقف على جميل وهو ينشد ناساً مجتمعين حوله قصيدته التي مطلعها:

نحن منعنا يوم أَوْلُ نساءنا

ويوم أُفَيّ والأسنة ترعف

فأشرع الفرزدق إليه رأسه من وراء الناس، وقال له: أنا أحقّ بهاذا البيت منك.
فقال جميل: أنشدك الله يا أبا فراس.
فمضى الفرزدق، وانتحله.
وقد عيّره كثير سرقته في خبر لا يسعني ذكره الآن.
وأول في بيته: واد بين الفيل وأكمة على طريق اليمامة إلى مكّة.
وأفيّ: موضع.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة