البث المباشر

احلى الكلام -۷۲

الثلاثاء 22 يناير 2019 - 10:52 بتوقيت طهران

الحلقة 72

كتب إليّ المستمع الكريم عبد الرحيم الحوثي من اليمن السّعيد أن لمن هاذا القول: خدعتك بارقة الجمال فزدت بالأقدار جهلا؟
قلت لحبيبي السيّد الحوثي الكريم: هاذا القول من قصيدة طويلة للشاعر العذب الألفاظ الرّقيق المعاني، الحجازيّ الدّيار، المكيّ المولد سنة أربع عشرة وتسع مئة وألف.
ألا وهو محمّد حسن فقي الذي جمع الشعر إلى الفلسفة والزّهد في الحياة، حتى لقب شاعر مكة، وفيلسوف الحجاز إلى أن فارق الدّنيا سنة أربع وألفين.
كان في طليعة الناهضين بالصّحافة في بلاده، وتنقل في مناصب حكوميّة كثيرة، ونال شهرة أدبية ونقديّة واسعة، وله تسعة دواوين، وآثار نثريّة رائعة منها ترجمة حياة، وهاذه هي الحجاز، وأفكار في المجتمع والحياة، ونظرات.
وبيته المسئول عنه من قصيدة طويلة - على ما تقدّم آنفاً- عنوانها بين الكرامه والحسن وهي في ديوانه قدر ورجل على ما يحكى، وهاذه أبيات من تلك القصيدة أحدها بيت السّؤال الكريم:

يا من لقيت على وفائي من هواه جوىً ومطلا

قد كنت حرّاً قبل أن أغشى حماك فصرت مولى

أفكلّما زدناك حبّاً زدتنا تيهاً ودلّا

خدعتك بارقة الجمال فزدت بالأقدار جهلا

طلب إليّ المستمع العزيز ميثاق الصّافي من العراق أن أذكر له قائل البيت الآتي الآن وما يتسنّى لك ذكره من القصيدة التي ورد فيها:

حبّذا العيش حين قومي جميع

لم تفرّق أمورها الأهواء

قلت لمستمعي العزيز الصّافي: قائل هاذا البيت هو عبيد الله بن قيس الرّقيّات المتوفى سنة خمس وثمانين، كان زبيريّ الهوى، ناقماً على الأمويّين.
أكثر شعره في الغزل والنسيب، وله مدح وفخر.
لقب ابن قيس الرّقيّات لتشبيبه بثلاث نسوة اسم كلّ منهنّ رقية.
وبيته المسئول عنه مطلع قصيدة له في الفخر بقريش التي يتعصّب لها كثيراً، وهاذا هو البيت المسئول عنه وأبيات مختارة من هاذه القصيدة:

حبّذا العيش حين قومي جميع

لم تفرّق أمورها الأهواء

قبل أن تطمع القبائل في ملك

قريش وتشمت الأعداء

لو بكت هاذه السّماء على قوم

كرام بكت علينا السّماء

نحن منّا النبيّ الأمّيّ والصدّيق

منّا التقيّ والخلفاء

وقتيل الأحزاب حمزة منا

أسد الله والسناء سناء

وعليّ وجعفر ذو الجناحين

هناك الوصيّ والشهداء

والسّرار:

أبكيه ثمّ أقول معتذراً له

وفقت حين تركت ألام دار

جاورت أعدائي وجاور ربّه

شتان بين جواره وجواري

هتف إليّ المستمع الكريم حسن الزّهرانيّ من مكة المكرمة أن لمن هاذا القول:

يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم؟

قلت لمستمعي الزّهرانيّ الكريم: هاذا قول الشاعر الحاذق المشهور القويّ البديهة والارتجال الحسن بن هاني بن عبد الأوّل المعروف بأبي نواس المولود في الأهواز سنة خمس وأربعين ومئة، والمتوفى ذائع الصيت ببغداد سنة خمس وتسعين ومئة.
وشعره عشرة أنواع، وهو مجيد في العشرة، وكان عالماً بالغريب والنحو.
وبيته المسئول عنه أوّل أربعة أبيات له في الزهد، وهاذه هي:

يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسن

فبمن يلوذ ويستجير المجرم

أدعوك ربّ كما أمرت تضرّعاً

فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

مالي إليك وسيلة إلا الّرجا

وجميل عفوك ثمّ أنّي مسلم

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة