وفي كلمة له في الذكرى السّنوية السادسة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين، أكد السيد نصر الله أنّ الشهيد بدر الدين "هو أحد رموز جيل بكامله"، مشدداً على أنه "كان حاضراً باسمه ذو الفقار في كل الساحات أي ساحة فلسطين ولبنان وسوريا".
وأشار السيد نصر إلى أنّ الشهيد بدر الدين "حمل كل الأوسمة مجاهد وجريح إلى أن استشهد وقضى عمره في مواجهة الصهاينة والتكفيريين".
وفي ما يخص النكبة الفلسطينية، قال الأمين العام لحزب الله إنّ "نكبة 15 أيار لم تكن نكبة فلسطين فقط بل كانت نكبة كل العرب وهي حادثة لا تنتهي مصائبها ولا آلامها"، لافتاً إلى أنّ "الأهم الآن ازاء هذه النكبة هو موقف الشعب الفلسطيني خلال عقود وما يجري في الأسابيع الماضية وسيف القدس".
وأضاف السيد نصر الله أنّ الشعب الفلسطيني "حسم خياره منذ وقت طويل وهو اليوم حاضر في الميادين والساحات"، متابعاً: "أنا اعتقد أنّ إيمان الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة الآن أقوى من أي زمن مضى".
وأشار إلى أنّ "رسالة الشعب الفلسطيني هي أنه لم يعد ينتظر أنظمة عربية ولا جامعة عربية ولا أمم متحدة"، مؤكداً أنّ "ميزة جيل السيد مصطفى بدر الدين الذي لم ينتظر دولاً عربية ومنظماتٍ إسلامية ومجتمعاً دولياً ومجلس أمنٍ دولي، بل المقاومة في لبنان بدأت منذ الساعات الأولى للاجتياح".
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ "العلاقات مع العالم العربي من الثوابت التي لا نقاش فيها لكن لا يتوهّمنّ أحد أنه قادر على حماية لبنان"، مشدداً على أنه "في مواجهة الاحتلال وحماية لبنان من التهديدات لا أعتقد أن أحداً يمكنه أن يفتح حساباً للنظام الرسمي العربي".
وأردف السيد نصر الله أنّ "الفريق الذي وقع على اتفاقية 17 أيار هو نفسه الذي ينادي اليوم بالسيادة والعلاقات مع العالم العربي"، مضيفاً أنه "يجب السعي إلى دولة عادلة وقادرة لكن الأساس هو السلطة التي تحكم هذه الدولة وارتباطاتها".
وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ "المقاومة ساهمت في كشف وتفكيك الكثير من شبكات التجسس الإسرائيلية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية"، مشيراً إلى أنّ الأخيرة "مصمّمة على المضي في تفكيك شبكات التجسس"، مطالباً "كل القيادات بدعم هذا الاتجاه".
وتابع السيد نصر الله أنه "في ظلّ قدرات المقاومة الإسرائيلي بات محتاجاً للكثير من العملاء وبدأ بالتجنيد بطريقة غير متقنة وغير احترافية"، مؤكداً أنّ "الشهيد القائد بدر الدين كان رأس الحربة في معركة السيارات المفخخة في بداية مواجهة الإرهاب التكفيري".
وأشار إلى أنّ "خيارات فريقنا السياسي كانت دائماً هي الصائبة وهي التي انتصرت منذ العام 1982 إلى اليوم"، موضحاً أنّ "القضية في لبنان هي مسألة خيارات منذ الاجتياح إلى اليوم مروراً بالحرب الكونية التي شُنّت على سوريا".
وأضاف السيد نصر الله أنّ "الانقسام في لبنان لا يزال موجوداً وهو اليوم حادّ وبالتالي نحن مقبلون على تحديات"، مردفاً أنه "لمن يناقش بالانتماءات الوطنية نحن أكثر المعنيين بالحفاظ على البلد وهويته".
وتابع: "نحن هنا ولدنا وهنا ندفن ولا يتوقّعنّ أحد أننا سنضعف أو نتخلى عن بلدنا الذي دفعنا من أجله كل هذا الدم الغالي"، لافتاً إلى أنه "في لبنان نحن اليوم أمام تحدياتٍ كبيرة وخطيرة جداً".
وأوضح السيد نصر الله أنّ "التحدي الداهم هو الأزمة الاقتصادية والمعيشية وأزمة الخبز والدواء والكهرباء وليس سلاح المقاومة"، مضيفاً أنّ "أكثر من يعرف الفريق الذي ندعوه للشراكة اليوم هم الأميركيون ومنهم ديفيد شينكر".
وأردف الأمين العام لحزب الله أنّ "شينكر الذي هو أعرف بهم وصفهم بالنرجسيين والشخصانيين أي أنه لا تهمهم مصلحة البلد والناس"، مشيراً إلى أنّه "بحسب الخبراء فإنّ بعض الدول المطبعة مع إسرائيل وضعها الاقتصادي على حافة الانهيار وإحداها بدأت ببيع أصولها".