ليلة القدر فرصة للمغفرة والاعتذار. اعتذروا لله المتعالي. فالآن بعدما أعطانا الله المتعالي مجال الإنابة إليه وطلب المغفرة والاعتذار منه، فلنفعل هذا وإلا سيأتي اليوم الذي يقول فيه الله المتعالي للمجرمين: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} (المرسلات، 36).
فلا قدّر الله، لن يأذنوا لنا بالاعتذار يوم القيامة. لا يسمحون للمجرمين بفتح أفواههم للاعتذار، فهناك ليس مكان الاعتذار. المجال موجود هنا، فها هنا حيث الإذن، وحيث الاعتذار يخلق لكم منزلةً ويغسل الذنوب ويطهركم وينوّركم؛ اعتذروا إلى الله المتعالي. هنا حيث توجد فرصة، اجعلوا نظرة الله متوجّهة إليكم واستجلبوا لطف الله ونظرة المحبة الإلهية ليشملا حالكم؛ {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (البقرة، 152).
في تلك اللحظة نفسها التي توجّهون فيها قلوبكم إلى الله المتعالي وتجعلون الله حاضراً في قلوبكم وتتذكرونه، تكون في تلك اللحظة نفسها عين لطف الله المتعالي وحنانه وعطفه متوجهة إليكم، وتكون يد لطفه وجوده وكرمه ممدودة إليكم. اجعلوا الله يتذكّركم، وإلّا سيأتي اليوم الذي يصل فيه الخطاب الإلهي للمذنبين: {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} (السجدة، 14)؛ لقد نسيناكم، لقد تركناكم لغياهب النسيان، ارحلوا! هكذا هي ساحة يوم القيامة.
فاليوم وقد أذنَ لكم الله المتعالي أن تعكفوا على البكاء والتضرّع، مدّوا يد الإخلاص إليه وعبّروا عن المحبة وأجروا دموع الصفاء والمحبة من قلوبكم الدافئة إلى أعينكم. اغتنموا هذه الفرصة، وإلّا هناك يوم يقول فيه الله المتعالي للمجرمين: {لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ} (المؤمنون، 65). ارحلوا ولا تنوحوا ولا تتضرّعوا، فلا فائدة منه؛ {إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ} (المؤمنون، 65).
هذه الفرصة هي فرصة الحياة التي وُضعت في أيدينا للعودة إلى الله، وأفضل الفرص هي أيامٌ من السنة من جملتها شهر رمضان المبارك، وضمن شهر رمضان المبارك ليلة القدر!
~ الإمام الخامنئي 1998/01/16