انهارت أسعار معظم العملات الرقمية المشفرة على خلفية العملية الروسية ضد أوكرانيا، التي أُطلِقت في 24 شباط/فبراير الجاري. وبلغ هبوط بعض العملات الرقمية المهمة نحو 15%.
كما تراجعت عملة "البيتكوين"، وهي العملة الرقمية الأشهر في العالم، يوم الإعلان عن العملية، بنحو 10%، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية كانون الثاني/يناير الماضي. حيث تراجعت عملة "البيتكوين" إلى مستوى 35013.50 دولاراً، وقبل ذلك هبطت دون مستوى 35 ألف دولار.
وبدَّدت التوترات الجيوسياسية وعوامل الاقتصاد الكلي إمكانية أنَّ تصبح البيتكوين "أصلاً آمناً" في حالة الصدمات. وعلى العكس من ذلك، أظهر الذهب ديناميكياتٍ ممتازةً واستمرَّ في النمو، مسجِّلاً نحو 2000 دولار للأوقية (الأونصة).
وأثَّر الارتفاع الحالي تقريباً على جميع المعادن والمواد الخام بشكلٍ عامٍّ، لكنَّ الذهب في هذا السياق ليس معدناً له استخداماتٌ عمليةٌ (لا يوجد تهديد بنقص الذهب والمجوهرات)، ولكنَّه أداةٌ استثماريةٌ خالصة. وعلى عكس الأدوات الأخرى المماثلة، فلطالما تمتّع بثقةٍ استثنائيةٍ.
وتشبه البيتكوين الذهب، من حيث كونها مصدراً محدوداً، على عكس النقود التي يمكن طباعتها إلى أجلٍ غير مسمى. لكنَّ عملة البيتكوين "محدودةٌ للغاية"، لأنَّ إجمالي المعروض من هذه العملة لا يمكن أن يتجاوز حدَّ 21 مليون وحدةً، في حين أن احتياطيات الذهب كبيرةٌ جدّاً من الناحية النظرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن عملة البيتكوين، على عكس الذهب المادي، أرخصُ بكثيرٍ وأسهل في التخزين.
وقال رئيس قسم الاستثمار في "ICB Fund "، آرون تشومسكي، إنَّه "إذا قارنّا البيتكوين والذهب، فإنَّ العملة المشفرة لا تفي بالعديد من المعايير الرسمية للاعتراف بها كمكافئٍ واحدٍ للقيمة".
وأضاف تشومسكي أنه "إذا وضعت مقارنةٌ بين الذهب والبيتكوين، فالإجابة تكون بأنَّ البيتكوين مناسبةٌ للمعاملات المحفوفة بالمخاطر على المدى القصير، والذهب مناسبٌ للتخزين طويلِ الأجل".