البث المباشر

مجاوري السيدة المعصومة(ع) وحلها لمشاكل ملاصدرا الفلسفية

الثلاثاء 8 يناير 2019 - 10:22 بتوقيت طهران

الحلقة 12

أخت الرضا مولاتنا الرضية ... يا زينة العفاف والخدور

يا نور فاطمة الزكية....ام الكواكب والبدور

وللبتول....في بيتك المعمور... أسمى الحضور

اشعة بهية ... في روضة طيبة ‌علية... فربها الغفور

فياضة فيضية... نعيمها الوفير... ونبعها الغزير...باق الى النشور.. فربها الشكور

وعينها من سلسبيل .. تروي الغليل... تشفي العليل...

قد فجرتها برة تقية...تروي بها زوارها... تقيهم من زمهرير

اكوابها من فضة مقدرة... كرامةً لبضعة مطهرة ...

من فاطم وحيدره

كرامةً لفاطم اخت الرضا بدر البدور

*******

السلام عليك ايتها السيدة العابدة والغريبة الصابرة، الداعية الى الله سراً وجهراً فاز متبعك ونجا مصدقك وخاب وخسر مكذبك... السلام عليك يا فاطمة بنت موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله آناء الليل والنهار، وأشرف الصلاة على النبي المختار، وعلى آله الهداة الأبرار.
لقد لفظت فاطمة‌ المعصومة بنت الامام الكاظم عليه وعليها السلام أنفاسها الأخيرة في البلدة الطيبة «قم»، وثوت في تربة طابت بها وطهرت، وتشرفت بها وزكت، حتى أصبحت روضةً نيرةً عابقةً، وكان موسى بن خزرج الأشعري قد خصص لمرقدها بقعةً في ارض له، وبنى عليها سقيفةً من البارية، حتى بنت زينب بنت الامام الجواد عليه السلام على القبر قبة.
وبذلك يكون قبرها اليوم قريباً من البيت الذي نزلت فيه، ذلك لما مالت عن مسيرها من ساوة الى «قم» بعد مصائبها ومرضها، وآل سعد قد اتفقوا وخرجوا اليها يطلبون منها النزول في بلدتهم والتشرف بخدمتها، فخرج من بينهم موسى بن خزرج الأشعري وأخذ بزمام ناقتها يجره فأنزلها في داره وعند عياله.
وكان لفاطمة المعصومة –وهي على سيرة جدتها فاطمة‌ الزهراء صلوات الله عليها محراب تصلي فيه، لازال موجوداً الى يومنا هذا في دار موسى بن خزرج ويزور الناس محل هذا المحراب يستذكرون من خلاله الحياة العبادية لهذه السيدة الطاهرة، ويتبركون بالصلاة فيه، والمحراب هو عبارة عن غرفة صغيرة مساحتها تسعة أمتار جددت عمارتها في السنوات الاخيرة فبنيت بناءً زجاجياً، وأقيمت في جوانبها غرف صغيرة خاصة لطلاب العلوم الدينية، فأصبح البيت مدرسة تعرف بـ(المدرسة الستية).
وأما قبرها الشريف فأصبح مزاراً عظيماً وروضة مجللة، وقد وضع عليه صخرة كتبت على جوانبها آية الكرسي، وجاء في وسطها: توفيت فاطمة بنت موسى في سنة احدى ومئتين... كتبه وعمله محمد بن طاهر بن أبي الحسن في اليوم الثاني من شهر رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة. ويذكر في بعض كتب التاريخ أن القبة الحالية لمرقد السيدة فاطمة المعصومة هي من بناء سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
ثم توالت على المرقد الطاهر عمليات التذهيب والتعمير والترصيع بالكاشي المعرق، والكتابات الكوفية والعبارات القرآنية والحديثية.
كتب الشيخ عبدالله البحراني في كتابه (عوالم العلوم) في الجزء المختص بحياة الامام موسى الكاظم عليه السلام نقلاً عن بعض المصادر: انه توفيت ام محمد بنت موسى بن الامام محمد الجواد عليها السلام، فدفنوها في جنب فاطمة المعصومة عليها السلام. ثم توفيت ميمونة أختها، فدفنوها هناك أيضاً، وبنوا عليها قبةً متصلةً بقبة السيدة فاطمة. وتحت هاتين القبتين ستة قبور:
في القبة الاولى: قبر السيدة فاطمة بنت الامام موسى الكاظم عليه السلام. وقبر ام محمد بنت موسى، وقبر ام اسحاق جارية محمد بن موسى. وفي القبة الثانية: قبر أم حبيب جارية أبي علي محمد بن أحمد بن موسى بن الامام محمد الجواد عليه السلام، وهي أم كلثوم بنت محمد. و ام القاسم بنت علي الكوكبي، وقبر ميمونة‌ بنت موسى أخت محمد بن موسى.
اجل ايها الاخوة الأكارم. فقد جاورت السيدة فاطمة المعصومة الكثيرات من حفيدات فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وذراريها، وحين بلوغ اجلهن دفن داخل روضة السيدة المعصومة الى جوارها سلام الله عليها، حتى ذكر بعض العلماء ان ثلاثاً من بنات الامام محمد الجواد عليه السلام مدفونات داخل الروضة، وهن: ام حميدة، وزينب، وميمونة.
وكذا بريهة بنت موسى المبرقع ابن الامام الجواد عليه السلام، اضافةً الى وصيفتين لهن.
وكتب المؤرخون المتتبعون ان بـ«قم» قبور كثير من أولاد الائمة عليهم السلام. وفي كتاب (تاريخ قم) للشيخ حسن بن محمد بن حسن (أحد علماء القرن الرابع الهجري) ذكر مقابر كثير من السادات الرضوية، وكثير من اولاد محمد بن الامام جعفر الصادق عليه السلام، وكذا كثير من أحفاد علي بن الامام جعفر الصادق عليه السلام، ومقابر كثير من السادات الحسينية.
وبعض أبناء الائمة وأحفادهم لهم أضرحة خاصة تزار ويتبرك بها كذلك دفن عدد كبير من العلماء‌ والمراجع حول القبر الشريف لمولاتنا فاطمة المعصومة، قد أوصوا بذلك تبركاً وتشرفاً بالنزول في هذه البقعة الطاهرة النيرة.
أيها الاخوة الأحبة... لقد ضمت بلدة (قم) الطيبة، التي طابت بالسيدة فاطمة المعصومة الشفيعة، ضمت أجساد الطيبين من السادة الميامين، وكبار العلماء المخلصين الموالين وكان منهم: السلطان شريف، ابن الامام علي بن الحسين سلام الله عليهما. وعلي بن الامام الصادق، وأخ الامام موسى الكاظم سلام الله عليهما. وأحمد بن القاسم، أحد احفاد الامام الصادق عليه السلام ويدعى شاه احمد قاسم. والسيد علي من أحفاد أبي الفضل العباس بن امير المؤمنين عليهما السلام، ويدعى (شاه سيد علي). والسيد موسى المبرقع ابن الامام محمد الجواد سلام الله عليه.
كما ضمت بلدة «قم» الطاهرة جملةً وافرةً من قبور العلماء الكبار. منهم: علي بن الحسين بن بابويه القمي، والد الشيخ الصدوق. وزكريا بن آدم احد الاصحاب المخلصين للامام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وقد استأذنه يوماً فقال له: اني اريد الخروج عن اهل بيتي، فقد كثر السفهاء، فقال له الامام الرضا عليه السلام: لا تفعل، فإن أهل «قم» يدفع عنهم بك، كما يدفع عن اهل بغداد بأبي الحسن عليه السلام (أي الامام موسى الكاظم سلام الله عليه).
وقبر زكريا بن آدم في مقبرة قريبة جداً من روضة ‌السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، في موضع يقال له: الشيخان الكبير، وهو مزار معروف يقع في بقعة وراء‌ بقعة المحقق القمي صاحب كتاب (القوانين).
وهكذا توافد الصلحاء والعباد والعلماء والعارفون على بلدة «قم»، وقد وجدوا فيها نفحات الايمان وعبقات المعرفة فعاشوا في أجوائها الزاكية لينهلوا منها سعادة الدنيا والآخرة محيطين بضريح السيدة فاطمة المعصومة‌ مهبط الخيرات والبركات والأنوار.

فلتباهي بفاطم أرض قم

ولها الفخر والثناء المكرر

اصبحت جنة الحياة وتدعى

عش آل الرسول في الدهر تذكر

حوزة العلم في حماها تجلت

بالأساطين والمراجع تزخر

قبرها صار موئلاً وملاذاً

وبها كل معسر يتيسر

ننقل لكم نماذج مما تناقله الثقات من كرامات اخت الرضا عليها السلام وقد اخترنا لهذه الحلقة قضيةً مشهورةً ترتبط بالفيلسوف الشهير محمد بن ابراهيم الشيرازي المعروف بلقب «صدر المتألهين» رئيس مدرسة الحكمة المتعالية في الفلسفة والتي تعد من أهم مدارس الفلسفة الاسلامية، وقد نقل هذه الكرامة عدة من العلماء في كتبهم منهم الشيخ الزاهد التقي اية الله عباس القمي في كتبه الفوائد الرضوية.
وملخصها هو ان صدر المتألهين كان كثير الاستشفاع بالسيدة المعصومة (سلام الله عليها) طوال مدة اقامته في قرية «كهك» القريبة من مدينة‌ قم المقدسة، ومن مصاديق استشفاعه بها لجؤه اليها لحل مشكلات مسائل الفلسفة الالهية.
فكان رضوان الله عليه كلما صعب عليه التوصل الى حل قاطع لمسألة علمية فلسفية او عقائدية اتى من القرية المذكورة الى قم زائراً السيدة ابنة موسى الكاظم عليهما السلام وبعد ان يؤدي آداب الزيارة يصلي ركعتين لله عزوجل متوسلاً ومستشفعاً اليه بهذه السيدة لحل المسألة العلمية المستعصية.
وما ان كان ينهي توسله حتى يقذف في قلبه الهاماً حل ما استعصى عليه من مسائل الفلسفة الالهية ببركة هذه السيدة الفاطمية الجليلة.
رزقنا واياكم مودتها والتوسل الى الله بها انه سميع مجيب والى موعد لقاء آخر والحلقة الاخيرة من برنامج اخت الرضا نترككم احباءنا في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة