البث المباشر

ازدهار قم ببركة السيدة المعصومة وكرامة تبين رعايتها لحوزتها الدينية

الإثنين 7 يناير 2019 - 10:04 بتوقيت طهران

الحلقة 6

حرم الغريبة بنت موسى الكاظم .. نعم الحرم

               حرم المودة للنبي وآله حرم الوفاء

حرم البراءة والنقاء

ثماره التوحيد والولاء

يطهر القلوب والنفوس بالولاء

حرم الصفاء

عش لآل محمد والاولياء

مبارك استاره البهاء

مبارك ببرة طاهرة نقية

              عالمة حميدة مرضية... رشيدة تقية

وارثة لامها الزكية

 

فاطمة اخت الرضا رضية

وحبها حب الرضا تكنه الصدود

وبيتها معمور... بالطهر والصفاء

 

*******

السلام عليك يا كريمة‌ آل البيت، اتقرب الى الله بحبكم والبراءة من أعدائكم والتسليم الى الله راضياً به غير منكر ولا مستكبر.

 

اخوتنا الافاضل... لعلنا نتساءل: لماذا تسمى مدينة «قم» المشرفة بـ(عش آل محمد) صلوات الله عليه وعليهم؟ نعم لماذا الاختصاص بهذا اللقب الشريف لهذه المدينة؟ الجواب على ذلك هو أنه بعد أن ثوت السيدة‌ المكرمة فاطمة المعصومة في مثواها الاخير، وأودعت في تربتها المقدسة بمدينة قم، أصبحت روضتها محط انظار العترة الطاهرة من أبناء علي وفاطمة سلام الله عليهما بشتى جماعاتهم، يقصدون زيارة ضريحها المبارك والتبرك بمرقدها الطاهر المطهر، وأخذوا يرحلون اليها من كل حدب وصوب، وهذا ان دل على شئ فانما يدك على مكانة السيدة فاطمة‌ المعصومة لدى الذرية النبوية الطاهرة، وما حظيت من منزلة سامية ومقام رفيع عند الائمة الهداة صلوات الله عليهم. هذا فضلاً عن ان بعضاً من سيدات البيت النبوي الشريف وكريمات الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام.. كن قد غادرن أوطانهن وجاورن قبر فاطمة المعصومة في «قم» وأقمن في ضواحي روضتها النيرة، وأوصين أن يدفن الى جوارها اذا حل أجلهن يوماً ما.
وجيلاً بعد جيل ... يصبح الضريح المبارك لمولاتنا فاطمة بنت الامام الكاظم عليهما السلام ملاذاً لأولياء الله، وكهفاً للعارفين، حتى دفن في تلك البقعة المطهرة آلاف العلماء من الرواة والفقهاء والعباد والصلحاء.
 

وعصراً بعد عصر ... تصبح مدينة (قم) من الامصار العلمية الكبرى والعواصم الفكرية العظمى، ويعرف أهلها بولائهم ومحبتهم لأهل البيت النبوي، مشتهرين بشدة موالاتهم لأمير المؤمنين علي ولأولاده الائمة الهداة المهديين سلام الله عليهم أجمعين. حتى دون هذه الحقيقة‌ شهاب الدين ياقوت الحموي في كتابه المعروف (معجم البلدان) فكتب يقول: مدينة «قم» مستحدثة اسلامية كبيرة، حسنة طيبة، وأهلها كلهم شيعة امامية.
 

أجل ... أيها الاخوة، تعالوا نتعرف على ذلك بوضوح من خلال روايات اهل البيت عليهم السلام.
جاء في (تاريخ قم) لمؤلفه حسن بن محمد بن حسن القمي- من علماء القرن الهجري الرابع... أن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال: أهل خراسان أعلامنا وأهل «قم» أنصارنا، واهل الكوفة اوتادنا. وعنه عليه السلام كذلك انه قال: انما سمي«قم»، لأن اهلها يجتمعون مع قائم آل محمد عليهم السلام ويقومون معه، ويستقيمون عليه وينصرونه.
 

وفي (عيون أخبار الرضا عليه السلام) روي الشيخ الصدوق عن أبي الصلت الهروي قوله: كنت عند الرضا عليه السلام، فدخل عليه قوم من اهل «قم» فسلموا عليه، فرد عليهم وقربهم ثم قال لهم: مرحباً بكم واهلاً، فأنتم شيعتنا حقاً، فسيأتي عليكم يوم تزورون فيه تربتي بطوس.
 

نعم ايها الاخوة الاحبة فقد أصبحت مدينة (قم) ببركة مرقد السيدة فاطمة المعصومة بقعةً كريمة منذ عام مئتين وواحد من الهجرة النبوية الشريفة، اذ غدت محط رحال الامامية الموالين، يقصدون الزيارة والتبرك والتوسل، والدعاء والاستشفاء وقضاء الحوائج، بعد تجديد العهد والميثاق، وعقد القلوب على الولاء والتمسك بآل البيت عليهم السلام.
 

ولقد يحلو ذلك عند الاضرحة النيرة لآل الله تبارك وتعالى ... ومن تلك الاضرحة: ضريح مولاتنا السيدة فاطمة المعصومة، فاطمة الشفيعة، حيث جاء عن الامام الصادق عليه السلام قوله: الا ان قم الكوفة الصغيرة، الا ان للجنة ثمانية ابواب: ثلاثة منها الى (قم) تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها «فاطمة بنت موسى» وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة.
 

وليس ذلك بغريب اذ لفاطمة بنت الامام الكاظم عليه وعليها السلام مقام سام رفيع، وشأن عند الله من الشأن، وقد أكرمها الله تعالى بجلاله وفضله عليها، اذ حباها بهذه المنزلة في الدنيا، ولها في الآخرة فضل عظيم، ومحبتها سلام الله عليها هي صورة من صور الولاء لأهل البيت عليهم السلام، ومن محبتهم وتكريمهم.. وقد روي المسلمون على اختلاف مذاهبهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله: الا من مات على حب آل محمد مات شهيدا... ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان الى الجنة.
 

ننقل بعض الكرامات الالهية التي اظهرها الله سبحانه وتعالى ببركة التوسل اليه عزوجل بهذه السيدة الجليلة.
والكرامة التي اخترناها لهذه الحلقة مروية عن آية الله العظمى السيد صدر الدين الصدر احد كبار مراجع التقليد في مدينة قم المقدسة، وهي منقولة في عدة كتب.
 

قال رضوان الله عليه: تصديت لادارة‌ الحوزة العلمية في قم مدةً بعد وفاة آية الله الحائري مؤسس هذه الحوزة. وكنت ادفع الرواتب الشهرية لطلبتها ومدرسيها وحدث مرةً ان عجزت عن دفع الرواتب لعدم وصول الحقوق الشرعية، فأقترضت ودفعت الرواتب في الشهر الاول، وتكرر الحال في الشهر الثاني، فعاودت الاقتراض ثانية، وحل الشهر الثالث دون ان يصلني شئ من الحقوق الشرعية، فلم استطع الاقتراض للمرة الثالثة.
 

الاوضاع الاقتصادية لحوزة قم كانت صعبةً للغاية يومذاك يضاف اليها الضغوط الشديدة التي كانت تفرضها حكومة رضا بهلوي على الحوزة بهدف تدميرها، وكل ذلك دفع الطلبة الى التجمهر عند منزل السيد الصدر عارضين عليه مشكلتهم مطالبين بحل لها ، وقالوا له: اننا نعاني من انعدام الامن في مدارسنا بسبب سياسات الحكومة، ولا نستطيع العودة الى ديارنا، ولا نفقة لدينا تقيم اودنا ونتمكن بها من مواصلة الدراسة.
 

اغرو رقت عينا السيد بالدموع وتأثر كثيراً ووجد نفسه مضطراً بأن يعد الطلبة بدفع روابتهم غداً دون ان يعرف كيف سيدفعها؟! بقي يفكر طويلاً الى السحر فلم يسعفه عقله فتوجد الى حرم السيدة اخت الرضا وبقي يتعبد الى الله فيه الى ان حل الفجر فاقام صلاته وادى تعقيباتها ثم توجه الى ضريحها المقدس وخاطبها- بانفعال وتأثر- مطالباً بحل لهذه المشكلة ويؤدي الى حفظ حوزة قم او ان تسمح بنقل هذه الحوزة الى جوار أخيها في مشهد او جدها في النجف الاشرف.
 

يقول السيد الصدر (رضوان الله عليه): قلت هذا ورجعت الى حجرتي ومنظر الحالة المؤلمة لطلبة الحوزة لا تغادر مخيلتي، واثر عودتي جائني رجل وقور ووضع حقيبته امامي وقال: اعتذر عن ازعاج سماحتكم يا سيدي في هذا الصباح الباكر، لقد وصلت للتو وعلي ان ارجع بسرعة الى الحافلة التي أسافر بها مع جماعة، لقد كنت في الطريق فلمحت قبة السيدة المعصومة عليها السلام، ولما سلمت عليها خطر في ذهني انه قد لا يحالفني التوفيق بتسديد ما بذمتي من الحقوق الشرعية وانا ذاهب في هذا السفر فطلبت من السائق التوقف في قم لساعة واحدة، وها قد جئتكم بهذا المبلغ الذي هو كامل ما بذمتي من الخمس!
 

سلم الرجل ما بذمته من الحقوق الشرعية للسيد الصدر، وذهب على عجل، يقول السيد: لقد كان المبلغ كبيراً سددت منه المبالغ التي اقترضتها ودفعت منه رواتب الطلبة على مدى سنة كاملة!!
رزقنا الله واياكم احباءنا توقير وزيارة هذه السيدة المحمدية الجليلة سلام الله عليها ورزقنا الله واياكم شفاعتها. اللهم آمين الى موعد لقاءنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة