البث المباشر

ما نزل بها من مصائب وكرامة اسلام يعقوب بغدادي ببركتها عليها السلام

الإثنين 7 يناير 2019 - 11:01 بتوقيت طهران

الحلقة 9

اخت الرضا قديسة وسرها مكنون

عز عن البيان

من ذا يمس سرها المصون... الا المطهرون

ذي بضعة مطهرة... من فاطم وحيدره

كريمة ورحمة المنان... واية الرحيم والرحمان

تبارك العظيم والكريم... قد خصها بعالي المقام والتكريم

وجيهة معظمة... عالمة معلمة... شفيعة شافعة مشفعة

حريمها مزين بطور جمكران

متصل بمنزل لصاحب الزمان

مزارها مزاره، في ظله الامان

عاصمة لجارها من ذلة الهوان... وخفة العصيان

تهدي الى الولاء والتوحيد والجنان

تبارك الرحمان رب فاطمة

 

*******

السلام على فاطمة‌ بنت موسى، سليلة خير الانبياء وبضعة سيدة النساء وحبيبة الاوصياء وسيدة الاولياء ورحمة الله وبركاته.

 

من يقرأ تاريخ السلطتين: الأموية والعباسية، يجد أن سياستيهما اتفقت على كبت العقول والصدور. واعمال أساليب الضغط والارهاب وحجب اوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله عن الامة كي لا تتعرف عليهم ولا تأخذ عنهم، ثم لا تعتقد بخلافيتهم الحقة للنبي صلى الله عليه وآله. وقد تحمل اهل البيت نتيجة ذلك القتل والتضييق والابعاد والعزل والاقامة الجبرية والسجون وتحملت اسرهم معهم هذه المعاناة الشديدة وفيهم السيدة فاطمة المعصومة... فبعد اغتيال ابيها الامام موسى الكاظم عليه السلام بالسم في سجن السندي بن شاهك، أوعز المأمون العباسي الى الجلودي قائد جيشه ان يغير على دور أبي طالب في المدينة‌ ويسلب ما على نسائهم من الحلل، وأن لا يدع على أية واحدة منهن الا ثوباً واحداً.
 

فحاول بناءا على اوامر المأمون الجلودي تنفيذ الامر بنفسه، فهجم على دار الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام بخيله، فلما رأى الامام ذلك - وهو الغيور- جعل النساء كلهن في حجرة واحدة، وكانت السيدة فاطمة المعصومة احداهن، ووقف عليه السلام على باب الدار يمنع الجلودي وجنده من الاقتحام. فأصر الجلودي على دخول البيت والتسليب بنفسه، مدعياً ان ذلك هو أمر المأمون، فقال له الامام الرضا عليه السلام: انا اسلبهن لك، واحلف ان لا ادع عليهن شيئاً الا اخذته، لكن الجلودي بقي مصراً على الاقتحام وقلبه ممتلئ حقداً على اهل البيت عليهم السلام، فمنعه الامام بحزم حتى سكن الجلودي واستجاب كرهاً لعرض الامام..

فدخل عليه السلام واخذ من الاسرة النبوية الكريمة اقراط النساء وازرهن وما يملكنه وقدمه الى الجلودي المبعوث المغتصب والاداة المسخرة بيد الطغاة... وقد عاشت بنات الرسالة - وفيهن السيدة فاطمة المعصومة- حالة الخوف والقلق من ذلك الارهاب والارعاب اللذين فرضهما المأمون العباسي على آل أبي طالب عموماً، وعلى عائلة الامام موسى الكاظم عليه السلام خصوصاً.
 

اخوتنا الاحبة... لقد شهد القاصي والداني أن اهل البيت هم مهابط كرامة الله تبارك وتعالى، جعلهم الله تبارك وتعالى رحمةً للأمة اذا التجأت اليهم وجعلتهم وسيلةً اليه عزوجل بعد أن جعلهم الله ابواباً اليه لنوال رحمته وعطائه.
 

والسيدة‌ فاطمة المعصومة عليها السلام هي احدى المكرمات من الذرية الطاهرة، وقد جعل الله تعالى لها كرامات بين الناس عرفت بها... في الجزء الثاني من كتابه (دار السلام) كتب الميرزا حسين النوري من آيات الله العجيبة التي تطهر القلوب عن رجز الشياطين، أنه في ايام مجاورتنا في بلد الكاظمين عليهما السلام، كان هنالك رجل نصراني ببغداد يدعى «يعقوب»، أصيب بمرض الاستسقاء، فراجع الاطباء فلم ينفعه علاجهم حتى اشتد عليه المرض وصار نحيفاً ضعيفاً الى أن عجز عن المشي. قال يعقوب: وكنت أسأل الله تعالى تكراراً: الشفاء او الموت... حتى رأيت ليلةً في المنام وكان ذلك في حدود سنة ألف ومئتين وثمانين هجرية، حيث كنت نائماً على السرير، فرأيت سيداً جليلاً نورانياً حضر عندي فهز السرير وقال لي: ان اردت الشفاء فادخل بلد الكاظمين عليهما السلام وزرهما، فانك تبرأ من هذا المرض.
 

قال يعقوب: فانتبهت من نومي وقصصت رؤياي على والدتي، فقالت: هذه وساوس... واتت بالصليب والزنار وعلقتهما علي ... فنمت ثانيةً فرأيت امراةً ذات نقاب فهزت السرير وقالت: قم فقد طلع الفجر، الم يشترط عليك ابي أن تزوره فيشفيك؟! فسألتها: ومن ابوك؟ قالت: الامام موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت: ومن انت؟ قالت: أنا المعصومة اخت الرضا عليه السلام. قال يعقوب: فانتبهت متحيراً في امري.. ما أصنع؟ واين اذهب؟ فوقع في قلبي ان اذهب الى بيت السيد الراضي البغدادي الساكن في محلة الرواق، فمشيت اليه، وذهبوا بي الى الحرم المطهر للامام موسى الكاظم وطافوا بي حول الشباك، فلما خرجت عرض لي عطش ، حتى اذا شربت الماء عرض لي اختلاط فوقعت على الارض، وكأنه كان على ظهري جبل فانحط عني، وتبدل اصفرار وجهي الى الحمرة ولم يبق في أثر من مرضي.
 

وببركة ‌هذه الكرامة ‌ترك هذا الشاب النصرانية واعتنق الاسلام واصبح بعد ان تعلم علوم الدين من خدمة المنبر الحسيني.
 

اخوتنا الاكارم... ان للوجودات في الحياة آثارها،‌ وقد جعل الله تبارك وتعالى لقبور اهل البيت عليهم السلام آثارها القدسية الشريفة في حياة البشر، فهي مهبط الملائكة، ومحال النور والنفحات الرحمانية، فاذا صارت مزاراً وتوجهت القلوب المؤمنة اليها، نالت مطالبها الراجحة من زيادة‌ الايمان ورسوخ التقوى، وحصلت على الامان والطمأنينة والخير.
 

وقد كتب الله جل وعلا لمدينة «قم» قداسةً خاصة وجعل لها حرمة خاصة، بأن تصبح ملاذ المحتاجين ومأوى الخائفين من صروف الزمان ونوائبه وابتلاءاته ببركة الضريح المنور لمولاتنا فاطمة المعصومة عليها السلام... فجاءت الروايات الشريفة عن اهل البيت عليهم السلام في مدح «قم» وأهلها أنهم الموالون النجباء، وأن بلدتهم هي البلدة الآمنة، وستصبح الملجأ من جور الظالمين الذين يتعقبون شيعة آل بيت النبي بالقتل والحبس والاضطهاد.
 

جاء عن الامام جعفر الصادق عليه السلام في ذلك هذه الأقوال الشريفة: ان البلايا مدفوعة عن قم وأهلها، وسيأتي زمان تكون بلدة «قم» وأهلها حجةً على الخلائق، وذلك في زمن غيبة قائمنا عليه السلام الى ظهوره صلوات الله عليه، ولولا ذلك لساخت الارض بأهلها. وان الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهلها، وما قصدها جبار بسوء الا قصمه قاصم الجبارين وشغله عنهم بداهية او مصيبة او عدو... وقال عليه السلام: ستخلو الكوفة من المؤمنين ويأزرعنها العلم (اي يضيق وينحسر)... ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها «قم» وتصير معدنا للعلم والفضل. وقال: اذا عمت البلدان فتن فعليكم بـ«قم» وحواليها ونواحيها، فإن البلاء مدفوع عنها. اذا اصابتكم بلية وعناء فعليكم بـ«قم» فانه مأوى الفاطميين ومستراح المؤمنين، وسيأتي زمان ينفر اولياءنا ومحبونا عنا ويبعدون منا، وذلك مصلحةً‌ لهم لكي لا يعرفوا بولايتنا، ويحقنوا بذلك دماءهم وأموالهم، وما اراد احد بقم واهله سوءً الا اذله الله وأبعده من رحمته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة