وسادت موجة من التفاعل الغاضب والمستنكر بين النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في المنطقة العربية، الذين أكدوا أن هذا التقرير يعد صفعة جديدة للنظام الفرنسي الذي يناصب العداء لكل ما هو إسلامي، مشيرين إلى تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة المعادية للجزائر، وتصريحاته السابقة المعادية للإسلام.
وتساءل النشطاء كيف ستكون تصريحات ماكرون إزاء تلك الاعتداءات الجنسية من رجال الدين الكاثوليك، هل ستكون بذات درجة العداء التي يناصبها للإسلام والمسلمين والعرب؟
وأعرب عدد من النشطاء عن استنكارهم مما وصفوه بـ"الموقف الدفاعي" لدى بعض "المسيحيين" عند طرح هذا الملف بحجة الدفاع عن سمعة الكنيسة، مشيرين إلى أن أعلى سلطات كنسية بدأت برفع الغطاء عن مرتكبي تلك الجرائم والاعتذار عن تلك الانتهاكات المسكوت عنها.
وأكد النشطاء أنه يجب فهم الأسباب التي أدت إلى وقوع تلك الجرائم على امتداد تلك السنوات التي ذكرها التقرير، متسائلين لماذا أصبحت الكنيسة بؤرة لتلك الممارسات؟ ولماذا استمر الدفاع والتستر عن "الآباء" الكهنة، ونشر ثقافة استغلال السلطة عبر لعب دور الراعي الذي لا يخطئ؟
من جهته، أعرب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الثلاثاء، عن "حزنه العميق" إزاء تعرض 216 ألف طفل ومراهق للاستغلال الجنسي، مؤكدا تضامنه مع الضحايا وأهاليهم في المقام الأول مع حزن كبير لجراحهم وامتنان لشجاعتهم على التنديد بذلك.
وجاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للفاتيكان، حول تقرير أعدته لجنة تحقيق مستقلة بشأن وقائع الاستغلال الجنسي في الكنائس الفرنسية.
ونشرت لجنة تحقيق مستقلة في ظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، تقريرا أفادت فيه بأن عدد الحالات المسجلة للانتهاكات الجنسية ضد الأطفال منذ عام 1950 وصل إلى 216 ألف حالة.
وأشار رئيس لجنة التحقيق جان-مارك سوفيه لدى عرضه التقرير أمام الصحافيين إلى أن هذا العدد يصل إلى "330 ألفا إذا ما أضفنا المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية" من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم.
وبحسب اللجنة، فإن التعديات الجنسية على الأطفال ظاهرة منتشرة في الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية.