وانعقد المنتدى الدولي لحوار الأديان مؤخراً في سانت بطرسبورغ بمشاركة إيران وممثلي عشرات الدول من القارات الخمس، وكان فرصة جديدة للمفكرين والعلماء وممثلي الديانات والمعتقدات المختلفة من جميع أنحاء العالم لإيجاد طريقة لإنقاذ العالم من أزمة كورونا مادياً وروحياً.
وأقيم هذا المنتدى بهدف تعزيز أسس الحوار العلمي والديني، وإظهار أن التعاليم الدينية الحقيقية تسعى إلى تحقيق السلام والتعايش والاحترام المتبادل، خصوصاً في ظل الأزمة الصحية التي يعيشها العالم.
وحضر المنتدى المستشار الثقافي الايراني لدى روسيا، "مسعود أحمد فند" وتحدث مسؤولون من مختلف المؤسسات الدينية الروسية، وخاصة سانت بطرسبورغ، عن موضوع المنتدى.
وتحدث في هذا المنتدى أيضاً كل من محافظ سان بطرسبورغ "ألكسندر بيغلوف"، ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي سان بطرسبورغ والمنطقة الشمالية الغربية لروسيا "الشيخ راويل بنجايوف"، ومدير مركز الحوار الحضاري بمنظمة الايسيسكو "السفير خالد فتح الرحمن،"، ومفتي لندن "عبدالرحمن بن يوسف"، وأمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة "الدكتور محمد البشاري"، وزير الأوقاف السوري "محمد عبدالستار السيد"،و.....حيث أكدوا على ضرورة الاهتمام بالقضايا الأخلاقية والقيم الدينية للتعامل مع المشكلات الناجمة عن تفشي كورونا والقضايا البيئية والتطرف.
وفي كلمة الإيسيسكو خلال المنتدى أكد السفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الحوار الحضاري بالمنظمة، أن المنتدى فرصة ثمينة لإيجاد آليات جديدة ومبتكرة للتعاطي مع ما يفرضه الوباء من توتر وشكوك إزاء المستقبل، من منطلق حوار الأديان وتعاون الأطر والمؤسسات الحضارية.
وأكد أن قيمة الدين في حياة الناس تجلت خلال جائحة كوفيد 19، بعد محاولات كثيرة لاستبعاده من الحراك العام الثقافي والاقتصادي، مشيراً إلى أن التعاليم الدينية كانت حافزاً أساسياً للأفراد والمجتمعات للتحلي بقيم التضحية والإيثار ونكران الذات، وأبرز ما يتحلى به الدين من مرونة وقدرة على استيعاب التحولات رغم ثبات التعاليم وخصوصية العبادة، داعياً إلى الاستفادة من هذه التجارب في المضي قدما بالمنظومة الدينية لتدلي بصوتها الحضاري.
واستعرض جهود الإيسيسكو في هذا المجال، حيث نجحت في عقد المنتدى الافتراضي العالمي للقيادات الدينية، والذي أوصى بضرورة حفظ الكرامة الإنسانية من خلال ضمان الحق في الإيمان واحترام الأديان، والمؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، الذي تمكن من إثبات قدرة الرسالات السماوية على إشاعة روح السلام العالمي، بالإضافة إلى مساهمة المنظمة في إصدار الجزء الأول من موسوعة "تفكيك خطاب التطرف"، والذي يقدم مادة أساسية تعين على تتبع المفاهيم المرتبطة بالموضوع، ووضع السبل الكفيلة بمجابهة ظاهرة الإرهاب.
وفي ختام كلمة الإيسيسكو أكد السفير خالد فتح الرحمن، أن جهود المنظمة تهدف إلى رسم إطار تضامني لتثبيت دعائم حياة إنسانية تنهض على ترسيخ السلم والأمن الدوليين، ونبذ الكراهية، وإشاعة روح التسامح، وحفز تيارات العمل الخلاق النافع للبشرية، ودعم الآداب والفنون والعلوم.