وروى شهود عيان، أن مجموعة من شباب حيّ التضامن، قاموا برسم كتابات على الجدران منددة بالوضع الاجتماعي وداعية للاحتجاج. ولاقت دعوات الاحتجاج تلك مناصرة، حيث تجمع العشرات في الشارع الرئيسي للحيّ، غير أن قوات الأمن طاردتهم بغاية تفريقهم.
وأضاف الشهود أن بعض المحتجين عمدوا إلى إلقاء الحجارة على قوات الأمن، التي ردّت بدورها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى حالات اختناق في المنازل المجاورة.
وتطورت الاحتجاجات بنسق حثيث، إذ أقدم عشرات الشبان على غلق الطرق الرابطة بين الحي الشعبي وبقية منافذ العاصمة، فيما التحقت تعزيزات أمنية لتفريق المحتجين.
ويعتبر حي التضامن أكبر أحياء العاصمة وأكثرها كثافة سكانية، ومن المفارقات أن الحيّ الذي يعاني ضعف البنية التحتية وتهميش الدولة، يقع بمحاذاة أحياء راقية وتحظى بعناية فائقة.
ويعيش سكان الحي في واقع من الفقر والتهميش، إذ يسجل في صفوفه نسبة ضخمة من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل، وترتفع فيه أعداد المتشددين، وكثيرًا ما تم وصفه بـ"القنبلة الموقوتة" في خاصرة العاصمة تونس.