البث المباشر

سكب الماء خلف المسافر

الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 10:48 بتوقيت طهران
سكب الماء خلف المسافر

من الأعمال المستحبة التي يوصي بها الإسلام عند السفر التصدق وقراءة آيات من القرآن الكريم خاصة آية الكرسي المباركة.

أكثر الإيرانيين فضلاً عن القيام بهذه الأعمال المستحبة لديهم تقليد لطيف؛ هو سكب مقدار بسيط من الماء على الأرض خلف المسافر، معتقدين أنه يزيدهم اطمئناناً وأملاً بعودة مسافرهم سالما.

 

للوقوف على جذور هذا العمل نشير إلى قصة أو واقعة حدثت، خلّفت هذا الاعتقاد، يضاف الى ما للماء من مكانة خاصة في حضارة وتراث الايرانيين.

 

الواقعة هي في فترة حكم الملك الساساني يزدجرد الثالث (224-651 للميلاد)، وكان والي الأهواز شخص يدعى هرمزان. وقعت معركة القادسية بين العرب والإيرانيين وكان هرمزان أحد قادتها، عندما كان في مدينة شوشتر، وبسبب خيانة أحد قادته، تم التضييق على المدينة واضطر هرمزان إلى اللجوء إلى إحدى القلاع ولكن لم يدم طويلاً حتى طلب الأمان من أبي موسى الأشعري باستسلامه مقابل الإبقاء على حياته، فأعطاه الأمان.

 

بعد ذلك أرسل إلى المدينة لتقديمه إلى عمر بن الخطاب ليقضي في أمره. وعند عودتهم إلى المدينة ألبسوا هذا الوالي (هرمزان) لباسه المكون من الحرير المحاك بالذهب ووضعوا على رأسه تاجه المرصع بالمجوهرات والمسمى (آذين) وأرسلوه إلى المسجد الذي كان فيه عمر نائماً. وبعد استيقاظه جرى حديث بينهم وبعدها قضى عمر بقتله.

 

إلّا أن هرمزان طلب منه قبل قتله إعطاءه ماءً ليشربه فوافق عمر، فأتوه بالماء. وما إن قرب هرمزان الماء إلى فمه حتى تريث متأملاً في الماء، ما دعى إلى أن يسأله عمر عن سبب تريثه وعدم شربه الماء، فأجاب هرمزان بأنه خائف وفزع من أن يقتلوه أثناء شرب الماء.

 

هنا أعطاه عمر الأمان بعدم قتله قبل شربه الماء، وما إن أخذ هرمزان هذا العهد من عمر حتى أبدى كياسة، إذ بعمل ذكي وفطن أسقط من يده قدح الماء على الأرض فانسكب الماء.

 

فأحس عمر أنه غلب أمام ذكاء وكياسة الإيرانيين، فلم يجد بدّاً سوى الإذعان للوفاء بالعهد الذي قطعه معه فتخلى عن قتله.

 

وهذا ما رسّخ اعتقاداً عند الايرانيين بأن فلسفة سكب الماء على الأرض ستعطي حياة أو أملاً برجوع مسافرهم إليهم سالما.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة