وأكد شيخ الأزهر أن اليمين المتطرف بات يمارس الإرهاب والقتل في المجتمعات الغربية، وأصبح خطراً يهدد المواطنين الآمنين، ويتخذ نفس أسلوب جماعات التطرف والإرهاب في الشرق، محذراً من تمدد هذه الجماعة الإرهابية التي تربت على كراهية المسلمين واستباحة سفك دمائهم البريئة، ونشر الخوف والرعب بين الآمنين في الغرب بما فيهم المواطنون المسلمون.
وطالب شيخ الأزهر المجتمع الدولي، وعقلاء العالم، بأن يبادروا بوضع حد لهذا التيار الإرهابي وأمثاله قبل أن تندلع شروره وآثاره المدمرة والمهلكة للحجر والبشر، وتصنيفه جماعة إرهابية وإدراجه ضمن تيارات الإرهاب في العالم، محذرًا أن اليمين المتطرف وداعش وجهان لعملة واحدة، وأن الإرهاب ليس صناعة شرقية، وإنما كما يثبته حادث الأمس صناعة غربية أيضا تنمو وتترعرع بصمت دولي مريب.
هذا؛ ويتقدم فضيلة شيخ الأزهر بخالص العزاء والمواساة إلى المسلمين في الغرب، ومسلمي كندا على وجه الخصوص، وذوي الضحايا وعائلاتهم، داعيا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهم فسيح جناته، "إنا لله وإنا إليه راجعون".
وفي هذا السياق، تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، باهتمام بالغ الحادث العنصري المُتعمّد الذي وقع بمدينة «لندن» التابعة لمقاطعة «أونتاريو» الكندية، والذي راح ضحيته أربعة أفراد من أسرة مسلمة وإصابة خامس في حالة خطرة.
وكانت أسرة مسلمة قد تعرضت لحادث أليم أثناء انتظارها عبور الطريق، على يد شاب كندي يقود شاحنة؛ حيث انحرف عن مساره ليدهس الأسرة وهو ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص منها ودخول خامس المستشفى في حالة خطرة.
وقد أكد مرصد الأزهر، أسفه لوقوع مثل هذا الحادث الأليم، وخالص تعازيه لأسرة الضحايا، فإنه يؤكد في الوقت ذاته أن هذا الحادث المتعمد إنما وقع بدافع الكراهية والعنصرية، والتي طالما حذر منهما في ظل تصاعد اعتداءات اليمين المتطرف في مختلف الدول، فضلاً عن ذلك الخوف المرضي تجاه الإسلام والمسلمين الذي يعمل أتباع هذا الفكر المتطرف على نشره وتوطينه باستمرار بين أبناء المجتمع الواحد.
كما يؤكد المرصد، أن مثل هذه الأحداث العنصرية تهدف إلى زعزعة الاستقرار ونشر الكراهية بالمجتمع الكندي الذي تسعى حكومته بشكل دؤوب إلى ترسيخ مبدأ العيش المشترك بين أبنائه.