وفي كلمة ألقاها خلال ملتقى أقيم السبت بمناسبة الذكرى السنوية الـ32 لرحيل الامام الخميني ـ رضي الله عنه ـ في مقر سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بكين، قال محمد كشاورز زاده: ان توجيهات سماحة الإمام الخميني الراحل ـ رضي الله عنه ـ لا تزال تشكل الركيزة الأساسية لسياسة إيران الداخلية والخارجية، مشيرا الى أن سماحته كان يؤمن بمبادئ المساواة والاحترام المتبادل في العلاقات بين الدول.
وأضاف كشاورز زاده: ان هذه المبادئ مقبولة لدى جميع دول العالم، ولكن بعض الدول تعاني من داء العظمة والخيلاء، واسلوب كلامها ومواقفها ناتجة عن وهم القدرة لديها، وقد نتجت هذه الأوهام عن تنميتها الإقتصادية، بيد انها بلغت هذا التطور من خلال استغلال دول أخرى. هذا هو السبب لتخوف هذه الدول من حصول دول أخرى على التقنيات فائقة الجودة وبذلها قصارى الجهد للحيلولة دون ذلك.
وتابع: في هذا الصدد، لقد شهد العالم ما فعلته الولايات المتحدة في مواجهة مشاريع إيران النووية السلمية، بينما تمتلك هي أكبر ترسانة نووية في العالم. فإن الولايات المتحدة لا تمارس هذا التنمر ضد إيران فحسب، ولكن ضد جميع الدول الحرة، بما في ذلك الصين، التي تسعى إلى التقدم دون الاعتماد عليها.
وألمح السفير الى أنه: بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود على رحيل الإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ ، ما زالت أفكاره نبراسا ينير الطريق للجمهورية الإسلامية الايرانية ومن شأنها أن تقدم نموذجا للحكم على صعيد المجتمع الدولي. فإن الإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ قاد الثورة الإيرانية وحقق النصر تحت شعار "الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية" وكانت هذه المفردات الثلاث "الاستقلال" و"الحرية" و"الجمهورية الإسلامية" تشكل جوهر فكر هذا القائد العظيم في السياسة الخارجية وكان الإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ يؤمن كذلك بالعدالة على الساحة الدولية، مما يعني أن العلاقات بين الدول القائمة على الاستعمار لم تكن مقبولة بالنسبة له ولم يعترف سماحته ابدا بأنظمة الفصل العنصري.
وفي جانب آخر من كلمته، تطرق السفير الإيراني لدى الصين إلى قضية فلسطين وقال: من بين قضايا حقوق الإنسان التي يتم انتهاكها حاليا على الساحة الدولية هي القضية الفلسطينية وقد شهد العالم الشهر الماضي، هجمات صاروخية واسعة النطاق شنها الكيان الصهيوني المحتل على مناطق مدنية في الأراضي الفلسطينية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني، بينهم أكثر من 60 طفلا.
وأضاف: كل دول العالم، بما في ذلك الصين، أدانت جرائم الكيان الصهيوني هذه وطالبت بوضع حد لها لكن الدولة الوحيدة التي دعمت جرائم هذا الكيان دون قيد أو شرط هي الولايات المتحدة التي وقفت أيضا ضد الإرادة العالمية المتمثلة في بيان مجلس الأمن، كما أشار الى ذلك المتحدث باسم الخارجية الصينية.
وفي هذا الملتقى الذي نظمته الملحقية الثقافية الإيرانية في الصين، قدم عدد من المفكرين والباحثين الصينيين وجهات نظرهم حول المنظومة الفكرية للإمام الخميني الراحل ـ رضي الله عنه ـ .