الاجتماع الافتراضي للجنة المشتركة للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "4+1" يوم 2 نيسان /ابريل كان حدثا مهما لاخراج الاتفاق من الطريق المغلق الذي وصل اليه بعد خروج اميركا منه.
اتفق الطرفان ايران ومجموعة 4+1 على عقد اجتماعات حضورية في فيينا يوم 6 نيسان للبحث حول كيفية العودة لالتزامات الاتفاق.
واعلنت اميركا استعدادها للحضور في الاجتماع، الا ان ايران كانت قد اعلنت من قبل بانه لا يحق لاميركا المشاركة في الاجتماعات قبل العودة للاتفاق النووي والغاء كل اشكال الحظر.
ومنذ ذلك الاجتماع تجري المفاوضات حول كيفية عودة اميركا للاتفاق والغاء الحظر وتنفيذ الالتزامات من قبل ايران واميركا.
المفاوضات الرامية لاحياء الاتفاق النووي تشهد منعطفات ولكن يبدو انها ستحقق النتائج المطلوبة والمؤشر على ذلك بالدرجة الاولى مواصلة المفاوضات وعدم توقفها وثانيا يمكن استقائها من الاخبار الجيدة الواصلة من جميع الدول المشاركة فضلا عن قلق البعض ومن ضمنهم الكيان الصهيوني وحتى العمل التخريبي في نطنز.
*السيناريوهات القائمة
السيناريوهات حول مستقبل المفاوضات يمكن تعريفها في مرحلتين:
المرحلة الاولى هي المفاوضات الجارية.
والمرحلة الثانية متعلقة بما بعض المفاوضات.
المرحلة الاولى تتضمن اجراء المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي والتي من المحتمل ان تستغرق عدة اشهر او توقف المفاوضات دون الوصول الى نتيجة. بناء على نهج الطرفين الرامي الى احياء الاتفاق النووي فمن المرجح هو مواصلة المفاوضات والتي ربما تستغرق عدة اشهر.
اما سيناريو توقف المفاوضات فهو احتمال اضعف في ضوء اهمية اي اتفاق بالنسبة للجانب الغربي كي يتمكن من مراقبة الانشطة النووية الايرانية بصورة اكثر سهولة.
كما ان اوروبا واميركا تعتقدان بان خروج اميركا من الاتفاق النووي ادى الى اتخاذ خطوات من جانب ايران ادت عمليا الى عودة تقدمها النووي والذي كان قد توقف او تباطأ وفقا للاتفاق النووي وكانت هنالك مراقبة كاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على حميع هذه الانشطة.
مرحلة ما بعد المفاوضات؛ سلوك اوروبا واميركا مع ايران ومع بعضهما بعضا سيكون مختلفا في حالة الوصول الى نتيجة من المفاوضات او عدم الوصول الى نتيجة منها.
في حالة عدم الوصول الى نتيجة ستتخذ اوروبا واميركا موقفا موحدا ضد البرنامج النووي الايراني.
وفي حالة الوصول الى نتيجة من المفاوضات سيتابع الطرفان، اوروبا واميركا، نهج الوصول الى اتفاق مع ايران حول القضايا الصاروخية والاقليمية.
النجاح او عدم النجاح في هذا الموضوع يتعلق بعدة امور الا ان توقع ان يقنع او يرضى الطرف الاخر باحياء الاتفاق النووي دون الوصول الى اتفاق اخر يبدو توقعا متفائلا.
*معارضو الاتفاق النووي
النقطة المهمة في هذه القضية هي دور الجهات المعارضة لاحياء الاتفاق النووي.
هنالك معارضون لاحياء الاتفاق النووي في ايران واميركا وكل منهم يتابع ذلك بدوافع معينة خاصة به. الا ان ادارة هذه المجموعة من المعارضين رهن بارادة الحكومتين في البلدين ويبدو انه ممكن في ضوء تجربة الاتفاق النووي.
ومن المعارضين الاقليميين في هذا المسار يمكن الاشارة بصورة رئيسية الى السعودية والكيان الصهيوني، الا ان دور العراق في التوسط لخفض التوتر وتطبيع العلاقات بين ايران والسعودية يبدو انه يصب في مصلحة احياء الاتفاق النووي، ولكن الكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني سيبذل كل جهوده لعدم احياء الاتفاق ويتخذ كل وسيلة في هذا السياق.
الا ان تجربة الاتفاق النووي اثبتت بانه لو كانت هنالك ارادة جادة لدى الطرف الاخر للوصول الى اتفاق مع ايران فان محاولات هذا الكيان لن تكون مؤثرة كثيرا.