عن علي أمير المؤمنين عليه السلام: كأنني بالقائم عليه السلام قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجّل(۱) له شمراخ(۲) يزهر يدعو ويقول في دعائه:
لا إلهَ إلاّ اللّهُ حَقّاً حَقّاً، لا إلهَ إلاّ اللّهِ إيماناً وتصِديقاً، لا إلهَ إلاّ اللّهُ تَعبُّداً وَرقّاً. اللَّهُمَّ مُعزَّ كُلِّ موَْمِنٍ وَحيدٍ، وَمُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، أنْتَ كَنفِي حينَ تُعْييني المَذاهِبُ، وَتَضيقُ عَليَّ الاَرْضُ بِمَا رَحُبتْ.
اللَّهُمَّ خَلَقْتَنِي وَكُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنيّاً، وَلَوْلا نَصْـرُكَ إيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَغْلُوبينَ. يَا مُنشِرَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَوَاضِعِها، وَمُخْرِجَ البَـرَكَاتِ مِنْ مَعادِنها، وَيَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِشُمُوخِ الرِّفْعةِ، فَأوْلِيَاوَُهُ بِعِزِّه يَتَعَزَّزُونَ، يَا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ(۳) المَذَلَّةِ عَلَـى أَعْنَاقِها، فَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ خائِفُونَ.
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي فُطَـرْت به خَلْقكَ فَكُلٌّ له مُذْْعِنُونَ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّـي عَلَـى مُحَمَّدٍ وعََلَـى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُنْجِز لي أَمْرِي، وَتُعَجِّلَ لي الفَرَجَ، وَتَكْفِيَني وَتُعافِيني وَتَقْضِي حَوَائِجي، السَّاعَةَ السَّاعَةَ، اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ، إنَّكَ عَلَـى كُلِّ شَـيْءٍ قَدِيرٌ.
*******
(۱) التحجيل: بياض في قوائم الفرس كلّها، ويكون في رجلين ويد.
(۲) الشمراخ: غرّة الفرس اذا دقّت وسالت وجلّلت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة.
(۳) النير: الخشبة المعترضة في عنقي الثورين بأداتها، ويسمّى بالفارسية (يوغ).
*******
المصدر: الصحيفة المهدوية