تحية لكما أستاذي أمير وأستاذتي علياء واسمحا لي بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين أن أضيء على هذه النقطة وهي أن النظر في هذا اليوم منصبٌّ على من به إعاقة جسدية من فقد بصر أو سمع أو غير ذلك بينما المعاق نفسيا غير منظور في هذا اليوم!! ومن هنا وعبر إذاعتكم الكريمة أتوجه بالعتاب واللوم إلى المؤسسات الدولية والعالمية التي لم تضع يوما للمعاقين نفسيا بإزاء اليوم الذي وضعته للمعاقين جسديا!! علما بأن الإعاقة النفسية هي أشد وأقسى من الإعاقة الجسدية وذلك لأنها ترتبط بحقيقة الإنسان وجوهره وشخصيته التي هي النفس والروح .. واسمحا لي في الختام بهذه الأبيات للمقارنة بين المعاق نفسيا والمعاق جسديا:
هَلْ يُعْذَرُ الْمَشْلُولُ والأعْمَى ولا = عُذْرٌ لِمَنْ فِي نَفْسِهِ هُوَ مُرْهَقُ ؟ !!
ما الْفَرْقُ بَيْنَ الْحَالَتَيْنِ لَذِي النُّهَى ؟ ! = كِلْتَاهُما مَرَضٌ وَنَقْصٌ مُوبِقُ
بَلْ إنَّما الْمَرَضُ الَّذِي فِي النَّفْسِ أقْـ = ـسَى فِي الْحَقِيقَةِ مِنْ سِواهُ وأعْمَقُ
فَأنا مَعِي فِيما أقُولُ وَأدَّعِي (الْـ = ـقُرْآنُ) ، و(الأخْلاقُ) بَلْ و(الْمَنْطِقُ)
فَالْحُكْمُ كَانَ عَلَى الْمَرِيضِ بِنَفْسِهِ = هُوَ واحِداً أنْ لا يُلامَ ، وَيُعْتَقُ
فَالْمَرْءُ حِينَ تَكُونُ عِلَّتُهُ الأذَى = فِي نَفْسِهِ فَهْوَ الشَّقِيُّ الْمُوثَقُ