البابا فرنسيس في العراق
طروحات كثيرة قُدمت حول أسباب ودوافع هذه الزيارة، من بينها ما صرح به البابا نفسه أثناء وجوده في عدد من المدن العراقية.
زيارة أصرّ بابا الفاتيكان على إتمامها رغم التوتّرات الأمنية الّتي يعيشها العراق، وانتشار فيروس كورونا.
انطلاقاً من هذه الطروحات، أقيم مساء السبت ، ندوة إلكترونية حواريةّ حول أسباب ومعطيات زيارة البابا فرنسيس إلى العراق ضمن فعاليّات مؤتمر "فجر الإسلام"، بحضور رئيس مركز الكاثوليكية للإعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم، ورئيس مركز حوار الأديان والثّقافات الشيخ محمّد مهدي التسخيري.
أبو كسم اعتبر أنّ هذه الزّيارة "تأتي لتظهر عمق العلاقة الإنسانية التي تربط الفاتيكان بكلّ العالم"، مؤكّداً أيضاً أنها "تحمل للعراق رسالة سلام ومحبّة، وتدعو إلى ثقافة اللّقاء في مواجهة التّفرقة والحروب، والاتّحاد في وجه كلّ أشكال النّزاعات".
وأشار خلال النّدوة إلى أنّ "زيارة البابا إلى مدينة أور، مسقط رأس النبي إبراهيم وفق التقليد، كما زيارته إلى نينوى وإربيل حيث التّجمعات المسيحيّة، ما هي إلاّ دعوة من البابا إلى مسيحيي العراق للتشبّث بالأرض والجذور، بعد سلسلة التّهجيرات الّتي عانى منها المسيحيون في العراق، لتبقى المسيحية إلى جانب الدّيانات درباً نحو الهدى والسلام".
أمّا عن لقاء بابا الفاتيكان بالمرجع السيد علي السيساتي، فوصفه الأب أبو كسم بأنّه "لقاء بين شعبين وأخوة في الكتاب، أكّدا خلاله أهميّة مواجهة كل أشكال الحرب والفساد، ليس في العراق فحسب، إنّما في كلّ العالم".
الشيخ التسخيري: لقاء البابا بالسيد السيستاني تتويج لمسار حوار الأديان
من جهته، وصف الشّيخ محمّد مهدي التسخيري الزّيارة بأنّها "بشرى للعالم الإنساني بأكمله، وبأن مختلف الأديان باستطاعهم التّعايش والتّحاور، وهذا الأمر سيغلق على الذين يتصيدون بالماء العكر من أجل الظلام والإرهاب".
وأشار إلى أن هذه الزيارة "تتويج لكلّ الأعمال الّتي سار عليها العلماء الدينيّون والتّربويون منذ عقود، وهي الحوارات الإسلامية المسيحية في كلّ البلدان".
الشيخ التسخيري أكد أنّ "الأديان هي التي تمهد للسلام والمحبة والأخوة بين أبناء البشر، بخلاف ما تحاول القوى العظمى إيصاله إلى مجتمعات العالم باعتباره أصل التطّرف والإرهاب".
كما تابع قائلاً إنّ "زيارة البابا إلى السّيد السّيستاني أرادت أن تخاطب العالم بأن الأديان التي تستوفي تعاليمها من الله تعالى، تصبّ في زاوية واحدة، أي السّلام والمحبّة والتّلاقي والتّعاون".
يذكر أنّ البابا فرنسيس وصل، صباح الجمعة، إلى بغداد في زيارة تاريخية للعراق، والّتي تستمر ثلاثة أيام، حاملاً رسالة تضامن إلى المسيحيين هناك، وساعياً إلى تعزيز تواصله مع المسلمين.
وفور وصوله إلى مطار بغداد كان في استقباله رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، ثم غادر إلى قصر بغداد حيث التقى بالرئيس العراقي برهم صالح.
ويوم السبت قام بابا الفاتيكان بزيارة المرجع الشّيعي السّيد علي السّيستاني، ثم توجه إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، حيث ترأّس القداس الإبراهيمي هناك.
وفي اليوم الثالث من زيارته، قصد البابا فرنسيس مدينة إربيل، حيث قام باستقباله رئيس إقليم كردستان العراق والسلطات الدينية والمدنية.