وقد حاول ترامب خلال السنوات الاربع من حكمه اقناع دول منطقتنا وجيراننا العرب بانه صاحب الكلمة الفصل في قضية حماية الامن الاقليمي ،لكن اتضح بانه زعيم نرجسي كاذب لم يحرص سوى على مصالحه الشخصية.
لقد كشفت احداث اقتحام الكونغرس الاميركي في 6 كانون الثاني 2021 من قبل انصار ترامب، ماهية هذا العهد الامبريالي الفاشيستي الذي اراد توريط بلداننا الشقيقة والصديقة والجارة في شرور اعماله الجهنمية خلال الاربعة الاعوام الماضية وقد تبين للعالم كله انه كان رئيسا اجوف يفتقر الى ابسط الشروط التي تؤهله لقيادة الولايات المتحدة ناهيك عن قيادة العالم.
من هنا تتضح حجم المغامرة التي قام بها جيراننا في منطقة الخليج الفارسي عندما وضعوا بيضاتهم كلها في سلة المعتوه دونالد ترامب حتى سارع من سارع منهم الى الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف محاباة للرئيس الاميركي السابق وطلبا للامان!؟
السؤال المهم في هذا الصدد هو ايّ امان او سلام كان يمكن ان يوفرهما ترامب لاولئك اللاهثين وراءه وهو لم يحترم الامن والاستقرار في بلاده حتى كاد ان يحول الولايات المتحدة الى مقاطعات متناحرة في ما بينها لولا دخول حكماء اميركا على الخط واقدامهم على انهاء حكمه الاهوج بشكل او بآخر.
من المؤكد ان تماهي بعض الاطراف العربية في الخليج الفارسي مع التوجهات العسكرتارية الترامبية قد انساها مسؤولياتها المصيرية على مستوى حماية الامن الاقليمي ذاتيا دون الاعتماد على التواجد الاميركي والاطلسي في المنطقة وذلك عبر التفاهم والتشاور والحرص على المصلحة العامة وكذلك عبر الابتعاد عن الوعود الاجنبية المعسولة التي كادت ان تحول الخليج الفارسي الى بركان مشتعل على مدار الساعة لكي يصفو الجو لاسرائيل وتستريح من هم طالما اقض مضجعها، ونعني بذلك الجمهورية الاسلامية من خلال توريطها في حرب شاملة تحرق الاخضر واليابس في المنطقة.
لقد آن الاوان لدول المنطقة ان تلفت لمصالحها واولوياتها ومنافعها بعيدا عن الاستقواء باميركا او اسرائيل، وليعلم الجميع بان اصحاب البيت الواحد احرى بالدفاع عن حرماته وسكانه وليس الغرباء الحاقدون.
نعم لقد ولى ترامب وبومبيو وكوشنر ومشاريعهم السرابية ، وبقينا نحن وجيراننا كما كنا على مدى التاريخ دولا تربطنا مع بعضنا البعض القواسم المشتركة ولن تفرقنا بعض الاختلافات الثانوية ابداً.
بقلم الكاتب والاعلامي / حميد حلمي البغدادي