وخلال استقباله السفير العراقي بطهران نصير عبد المحسن عبد الله يوم الاربعاء قال رضائي: ان سقوط حزب البعث وصدام ازال الجدار الذي كان بيننا وبينكم وان استشهاد الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس عزز أواصر الأخوة بين البلدين والشعبين.
واضاف: ان الدماء الطاهرة لهذين الشقيقين تمثل حجر الأساس للعلاقات الراسخة والأخوية بين البلدين. إننا لا نتدخل في شؤون العراق وحسب وإنما نساعد الحكومة والشعب العراقي أيضاً. العراق حكومة وشعباً قادر على الوقوف على قدميه وليس بحاجة الى تدخل أي دولة أخرى.
وأكد ان الشعب العراقي بما يمتلكه من ماض حضاري وثقافي عريق قادر على إدارة نفسه واضاف: ان استقلال واقتدار العراق مفيد لجميع دول المنطقة لذا فإننا ندعم استقلال واقتدار العراق كما ان تقدمه مهم لنا أيضاً. لقد تجاوز العراق 3 حروب وأزمتين كبيرتين كبدته الكثير من الأضرار وهو الآن بحاجة الى الأعمار ونحن على استعداد في هذا المجال. تقدم وأمن واستقلال العراق يخدم مصلحتنا ومصلحة كل دول المنطقة.
واعتبر عملية اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس بأنها لا يمكن غض النظر عنها ووصفهما بأنهما بطلان وطنيان واسلاميان واضاف: إننا نتوقع من الحكومة العراقية متابعة شكواها في الأوساط القانونية الدولية. ان ما قامت به اميركا هو عمل ارهابي بكل معنى الكلمة لأن الساحة لم تكن ساحة حرب وقتال ولم يكن هذان الشقيقان اتخذا حالة هجوم ضد أي قوة او شخص، اذ كان قاسم سليماني ضيفاً رسمياً على الحكومة العراقية وابو مهدي المهندس كان مسؤولاً في الحكومة العراقية.
وتابع رضائي: ان هذين الشهيدين لم يحكم عليهما في اي محكمة دولية ولم يتم في أي محكمة طرح أي وثائق تثبت قيامهما بأعمال غير قانونية. المسألة الاخرى هي ان هذين الشهيدين كانا بطلين في مكافحة الارهاب ويتوجب منحهما وسام مكافحة الارهاب من قبل منظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية. ان ما أقدمت عليه اميركا لم تأخذ ترخيصاً به ولم تطلع الحكومة العراقية على هدفها لذا فإنه يعد عملاً ارهابياً مؤكداً من قبل ترامب ووير خارجيته. محاكمة الرئيس الاميركي سيكون فخراً للشعبين الايراني والعراق وسيعزز شموخهما.
وأعلن دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للجهود القانونية للحكومة العراقية في متابعة هذا العمل الارهابي الذي أقدمت عليه اميركا.
وأكد الأهمية الكبيرة لقرار مجلس النواب العراقي في إدانة عملية اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس كما وصف قرار هذا المجلس بطرد القوات الاميركية بأنه قرار تاريخي، معتبراً ولاية الفقيه بأنه مصدر الوفاق الوطني والاقتدار في ايران والبرلمان والمرجعية مصدر اقتدار العراق.
من جانبه أشار السفير العراقي خلال اللقاء الى جهود وتضحيات الشهيدين سليماني والمهندس في مكافحة الارهاب وتحرير ارض العراق من براثن داعش واعتبر مراسم التشييع المهيبة لهما في ايران والعراق مؤشرا للأواصر التي تربط الشعبين وأضاف: ان الكثير من زوار أربعينية الامام الحسين (ع) حملوا صور هذين الشهيدين اللذين يعد فقدانهما خسارة كبرى ليس لنا فقط بل لجميع الشعوب الاسلامية.
وصرح نصير عبدالمحسن عبد الله بأن العراق يتابع الشكوى القانونية والحقوقية حول هذه العملية الارهابية خاصة وان القاتل اعترف بجريمته، لافتاً الى ان العراق سيرفع شكوى مشتركة عبر الاتصالات مع المسؤولين الايرانيين المعنيين.
ونوه الى ان الأعداء يخططون ويتآمرون لمنع تقدم العراق وأضاف: إننا بحاجة الى دعم الدول الصديقة مثل ايران وهنالك الكثير من المستثمرين والشركات الايرانية ومن سائر الدول ناشطة في العراق ونحن لن ننسى دعم ايران لبلدنا ونثمن ذلك.
وأشار الى قرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الاميركية من العراق، لافتاً الى ان لجنة الصداقة البرلمانية مع ايران في مجلس النواب العراقي تتابع هذا الموضوع.