وفي مقابلة اجرتها معه قناة "روسيا اليوم" وصف ظريف مزاعم الولايات المتحدة بعدم تأثير اجراءات الحظر الاحادية على المواد الانسانية بانها زائفة، معتبرا الاجراءات الاميركية بانها مثال على "الارهاب الطبي".
وانتقد بشدة الإجراءات الأمريكية الأحادية الجانب ضد الجمهورية الإسلامية، وشدد على أن المساعي الأميركية لتعطيل صادرات النفط الإيرانية حدت من قدرة طهران على الاستجابة لأزمة كورونا، وأن الجمهورية الاسلامية لاتستطيع استعادة بعض ارصدتها في الخارج لشراء الادوية بسبب الحظر الاميركي.
وقال ظريف ان كل ما يقوله الأميركيون عن ان اجراءات الحظر لا تؤثر على المواد الإنسانية هي مجرد كذبة ... إنه في الأساس إرهاب طبي.
واشار وزير الخارجية الايرانية الى جائحة كورونا في العالم وضرورة تعاون جميع الدول لمواجهة هذا الفيروس المجهول، وقال: هذا الفيروس لايفرق بين الفقير والغني، الضعيف والقوي، الصديق والعدو، وقد أضر بنا جميعا، وعلينا جميعا التعاون معا لمكافحة هذا الفيروس، وللاسف تواصل الولايات المتحدة منع إيران حتى من شراء الأدوية ولقاحات هذا الفيروس.
وحول زيارته الى موسكو قال ظريف: هذه هي زيارتي الثالثة إلى موسكو منذ تفشي فيروس كورونا، وهناك قضايا يجب مناقشتها شخصيا.
وفي معرض رده على سؤال مراسل قناة "روسيا اليوم: حول تأثير الحظر الاميركي على الشعب الايراني، قال ظريف: كان لاجراءات الحظر الأميركية والضغوط الاقتصادية على الشعب الإيراني تأثير كبير على مستويين: أولاً ، لم نتمكن من منع الشعب الإيراني من الذهاب الى اماكن عملهم، ولم نتمكن من تزويدهم بإعانات إضافية والمزيد من سبل العيش أو المزيد من الحوافز الاقتصادية، كي يبقوا في منازلهم، كان على الناس الذهاب إلى العمل لكسب لقمة العيش، لم تكن الخزانة الحكومية جيدة بما يكفي لسد هذه الفجوة، كان هذا هو الأثر الأول للحظر، وعلى الرغم من أنه كان قرارا صعبا، فقد كان علينا أن نتخذه (لا نمنع الناس من الذهاب الى العمل).
وحول التأثير الثاني للحظر الاميركي، اوضح وزير الخارجية الايراني: المستوى الثاني كان شراء الأدوية واللقاحات، من خلال منع صادراتنا النفطية، حدت الولايات المتحدة من موارد إيران المالية، وثانيًا منعتنا حتى من الحصول على أموالنا، بعض أموالنا خارج إيران، وقد منعت الولايات المتحدة هذه الدول من بيع الادوية لنا.
وأشار عميد الدبلوماسية الإيرانية إلى هذه القضايا، واصفا الحظر الأميركي على المواد الإنسانية بـانه "إرهاب طبي"، وقال: جميع المزاعم الأميركية بأن اجراءات الحظر لا تؤثر على المواد الإنسانية ليست سوى كذبة، حاولنا تحويل الأموال إلى منظمة الصحة العالمية للحصول على لقاح كوفيد-19 ، لكننا لم نتمكن من ذلك، لم نتمكن حتى من تحويل الأموال للقاح الإنفلونزا المعتاد، حتى أن الإجراءات التقييدية الأميركية تمنع إيران من شراء اللقاح، هذه الأعمال هي في الأساس إرهاب طبي تشارك فيه الولايات المتحدة.
وحول مساعي الولايات المتحدة لتمديدة الحظر التسليحي على ايران، استنادا الى "آلية الزناد" بالرغم من انسحاب اميركا الاحادي من الاتفاق النووي، قال ظريف: ما تملكه الولايات المتحدة بالتأكيد في تعاملها مع الدول الأخرى هو "القوة المالية"، وهذا هو السبب في أن الدول تقلل من اعتمادها على الدولار لأنها أدركت ذلك طالما أنها تعتمد على الدولار الأميركي في تعاملاتها، سوف تخدم الولايات المتحدة بشكل أساسي، والولايات المتحدة قادرة على املاء توجهاتها عليهم.
واوضح ظريف ان ايران لا تشتري اسلحة كثيرة ، بينما السعودية انفقت 67 مليار دولار لشراء الاسلحة وهي اكثر من الميزانية التي خصصتها روسيا لهذا الغرض، لافتا الى ان الجمهورية الاسلامية تصنع معظم احتياجاتها التسليحية بعد ان امتنعت الدول الاوروبية عن بيع السلاح لها منذ الثورة الاسلامية.
واضاف وزير الخارجية الايراني: لذلك ليست لدينا أوهام، ومن مبادئنا أنه تم التوصل إلى اتفاق لرفع الحظر عن إيران، وكما ذكرت روسيا بحق، نحن لسنا خاضعين لحظر تسليحي، لكن كانت هناك قيود على مبيعات الأسلحة، وكان علينا الحصول على إذن من مجلس الأمن الدولي لشراء وبيع الأسلحة، وسيتم رفع هذه القيود في منتصف شهر أكتوبر، والمهم أنه إذا أردنا شراء أسلحة من أصدقائنا فلن تكون هناك قيود قانونية.