كما أن هذا الأمر يختص خاصّة للزائرين الذين قطعوا مسافات بعيدة من أجل أن يضعوا رؤوسهم على عتبة حضرته، و من أجل أن يُجدِّدوا عهد الولاء و المودّة لذرّيّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الطاهرة، فيغسلوا بدموع الشوق ما عَلِق بمرآة القلوب من غبار، و ليَتَخفَّفوا من أثقال الذنوب و الآثام في التوبة إلى اللَّه قابِلِ التَّوب و غافِر الذنب، الربِّ الرحيم، و ليُقبِلوا على الضراعة و الدعاء بقلبٍ مُفعَم بالمعرفة و اليقين، و بالطمأنينة والصفاء و الأمل و الرجاء.
و بعدئذٍ... يعودون إلى مَواطِنهم، كحمائم الحرم الطليقة الأجنحة، ممتلئين بالفيوضات الإلهيّة والألطاف الرضويّة، حاملين معهم رسالة رأفة ورحمة الإمام المضيّف الكريم هديةً لكلّ عشّاق الولاية والإمامة.
ومن المؤكَّد أنّ الفيوضات الرُّوحانية و المَثوبات الأُخروية تُنال وافيةً متى عرفنا معنى زيارة الإمام و التوسّل به على النحو المقبول، و متى كانت لنا معرفة - ولو يسيرة - بالإمام، كما جاء في الأحاديث الشريفة، لنكون عارفين بالإمام الذي نزوره.