يا من هو على كل شيء رقيب، ولكل داع من خلقك مجيب، ومن كل سائل قريب، اسألك يا لا اله الا انت الحي القيوم الاحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد، وبكل اسم رفعت به سماءك، وفرشت به ارضك، وارسيت به الجبال، واجريت به الماء، وسخرت به السحاب والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وخلقت الخلائق كلها. أسالك بعظمة وجهك العظيم الذي اشرقت به السموات والأرض فاضاءت به الظلمات، الا صليت على محمد وآل محمد وكفيتني امر معاشي، ومعادي واصلحت لي شأني كله، ولم تكلني الى نفسي طرفة عين، واصلحت امري وامر عيالي، وكفيتني همهم واغنيتني واياهم من كنزك وخزائنك وسعة فضلك الذي لا ينفد ابداً. واثبت في قلبي ينابيع الحكمة التي تنفعني بها وتنفع بها من ارتضيت من عبادك، واجعل لي من المتقين في آخر الزمان اماماً، كما جعلت ابراهيم الخليل اماماً، فان بتوفيقك يفوز الفائزون، ويتوب التائبون، ويعبدك العابدون وبتسديدك يصلح الصالحون المحسنون المخبتون العابدون لك، الخائفون منك. وبإرشادك نجأ الناجون من نارك وشفق منها المشفقون من خلقك، وبخذلانك خسر المبطلون وهلك الظالمون. وغفل الغافلون. اللهم آت نفسي تقواها فأنت وليها ومولاها. وانت خير من زكاها. اللهم بين لها هداها، والهمها تقواها وبشرها برحمتك حين تتوفاها، ونزلها من الجنان علياها، وطيب وفاتها ومحياها واكرم منقلبها ومثواها ومستقرها ومأواها. فأنت وليها ومولاها...».
المصدر: نقلاً عن كتاب الصحيفة الحسينية، اعداد: محمد علي الهمداني، الناشر: مؤسسة البلاغ
*******