نعم هو الشهيد علي الرماحي صاحب الانشودة الشهيرة "نور عيني يا حسين" من مواليد مدينة الكوفة عام ١٩٥٥م، مهندس زراعي في زراعة النجف قسم البستنة.
يقول زميل الشهيد الرماحي في محطة البستنة في ناحية الحيدرية من محافظة النجف الأشرف: كانت تجرى مراسم مواليد أئمة أهل البيت عليهم السلام في منطقة السهيلية في مدينة الكوفة ويدعون الشعراء لإلقاء قصائدهم في الشعر الشعبي وفي مرة دعونا علي الرماحي ليلقي قصيدة من الشعر القريض بالفصحى وكان من المدعوين الرادود السيد محمد العوادي فأعجب بشعر الرماحي واقترح عليه ان يكتب قصيدة بمناسبة استشهاد الامام علي (ع) وذكر له مطلع القصيدة ولحن القائها فكانت قصيدة (الله الله أكبر) وهي أول قصيدة بالفصحى تلقى للشاعر المرحوم علي الرماحي وبعد ذلك تبعتها قصائد أخرى.
كان الشهيد علي الرماحي مهندس زراعي يعمل في دائرة الزراعة في محافظة النجف الأشرف وكان مدير هذه الدائرة من البعثيين ويكن له العداء ولكل موظف مؤمن لا ينتمي لحزب السلطة الظالمة. لذلك كان هذا المدير يلح كثيراً على الشهيد بالانتماء لحزب البعث ويقابل بالرفض الشديد.
في أواسط السبعينات من القرن الماضي كادت أن تحدث معركة بين الطلاب في جامعة السليمانية بين مقلدي المراجع العظام حيث كان النشاط في الجامعة للمتدينين دون البعثيين فكان للشهيد الرماحي والشهيد السيد علاء الشهرستاني دوراً في إماتة الفتنة وقد استقبل الشهيدان وفداً طلابيا من مدينة كربلاء المقدسة ليلتقوا مراجع التقليد آنذاك وقد انتهى ذلك النزاع بسلام بجهود الشهيدين رضوان الله عليهما.
كانت قصائد علي الرماحي الثائرة تهز كيان الطواغيت، لذلك لفتت أنظار رجال البعث فقاموا بمراقبته ومضايقته في محل عمله وسكناه وفي كل مكان يتواجد فيه إلى أن ذهب إليه أحد جلاوزة النظام البعثي تحديدا في يوم (1980/6/28م)، طالباً من علي الرماحي أن يكتب قصيده يمدح بها المقبور (صدام) ويذهب مع وفد من البعثية إلى بغداد لكي يقرأها أمام الطاغية في قاعة الخلد ببغداد، لكن علي الرماحي رفض ذلك وبشدة، فألح ذلك البعثي على الرماحي بقوله "حتى ولو خمسة أبيات من الشعر". فرفض علي الرماحي بقوله "والله لو ثرمتموني سبع مرات لن أكتب كلمة لصدام"، فغضب ذلك البعثي وقال للرماحي "ستندم"!
وفي اليوم التالي ذهب الرماحي صوب نهر الفرات ليكتب آخر قصيدة له خارج قضبان الظلم فكتب قصيدة أسماها العهد مع الامام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ وهذا آخر بيت منها:
ســــــــيدي عهدا فــــإني مؤمن
فمــــــجاهد فمــــــــجندل فشهيد
كان الشهيد زميلي في محطة البستنة في ناحية الحيدرية من محافظة النجف الأشرف واعتقلوه امام عيني من محل عمله والذي اعتقله مفوض الأمن هاني بعيوي وهذا المجرم لقى حتفه في الانتفاضة الشعبانية على يد الأحرار من شباب مدينة الكوفة.
وفي يوم (1980/7/7م)، تم اعتقال علي الرماحي من محل عمله في محطة البستنة بتهمة انتمائه لحزب الدعوة الإسلامية، اعتقله مفوض الأمن هاني بعيوي، المجرم الذي لقي حتفه في الانتفاضة الشعبانية على يد الأحرار من شباب مدينة الكوفة. ثم بعدها داهم جلاوزة البعث الصدامي بيته واعتقلوا أباه وأخاه الأصغر (ناجح)، وبعد شهر ونصف الشهر أطلق سراح أبيه وأخيه وبقي علي موثوق الأيدي والأرجل والعيون في المعتقل ولكن لم يستطيعوا أن يقيدوا فكر وشعر علي الرماحي، ففي المعتقل كتب مجموعة من القصائد العارمة بالرفض للطغاة منها هذا المقطع:
فـــــــاشربوا مــا شئتم إن دمي
أحــــــمر قان وهـــــــا قد دكنا
واقطــــــعوا لحمي فهذا ديدني
وغــــــدى الظلم لـــديكم ديدنا
واكسروا ساقي فلا أسري بـها
نــحو بغي الأرض أبغي سكنا
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق عام ٢٠٠٣م عثرت عائلة الرماحي على وثائق في (مديرية أمن النجف) بأن الشهيد الشجاع علي الرماحي قد أعدم (بالمثرامة).
ومن أبرز قصائده:
قصيدة "الله.. الله أكبر"
قصيدة "نور عيني يا حسين"
قصيدة "ٓآه يبني"
قصيدة "سيدي حان الوداع"
قصيدة "آه يا سيد أهل الجنان"
قصيدة "في حق سفير الحسين عليه السلام"
قصيدة "يا شعاع المصطفى عبر الدهور"
قصيدة "يبن فاطمة البتول"
قصيدة "يا أمير المؤمنين"
قصيدة "بأبي أنتَ وأمي يا حسين"
ودواوين أخرى غير مطبوعة.
فسلاماً عليه يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يبعث حيا...