وعزا الديمقراطيون مشروع القرار إلى إصدار ترامب أوامر إلى الضباط الفدراليين باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين قبالة البيت الأبيض.
ويؤكد المشروع -الذي يتوقع أن يعارضه الجمهوريون، ونشرت نصه شبكة سي إن إن الأميركية- أن المتظاهرين كانوا يحتجون سلميا في إطار الحقوق التي يكفلها الدستور للأميركيين.
في المقابل، اعتبر المشروع العنف والنهب أمران غير قانونيين وغير مقبولين ويتعارضان مع الغرض من الاحتجاجات السلمية.
وقال مكتب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إنه سيقدم مشروع القرار إلى المجلس.
وكان شومر قال عبر موقع تويتر إن ترامب أمر بإطلاق قنابل الغاز على المحتجين السلميين، ليتسنى له التقاط صورة ويظهر كرجل قوي.
وأصدر شومر بيانا مشتركا مع رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، قالا فيه إن الأمة الأميركية بحاجة إلى زعامة حقيقية في هذه الظروف الدقيقة، واتهما ترامب بمواصلة "تعميق الفرقة والانقسام والكراهية والعنف، في خطوة تتسم بالجبن والضعف والخطورة".
منافسة سياسية
وهاجم المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية جوزيف بايدن، الرئيسَ ترامب على طريقة إدارته للاحتجاجات التي تشهدها البلاد واستخدام الشرطة للقوة المفرطة.
وقال بايدن - في كلمة ألقاها في مدينة فيلادلفيا - إن ترامب جزء من المشكلة ولا يمثل حلا.
ونظمت ثماني ولايات والعاصمة واشنطن انتخابات تمهيدية الثلاثاء لكلا الحزبين، في عملية يتوقع أن تقدم لمحة عن التحديات التي يمكن أن تواجهها الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بسبب الزيادة الكبيرة في الاقتراع بالبريد كإجراء احترازي للوقاية من كورونا.
ويتوقع أن تؤمن الانتخابات التمهيدية لبايدن عدد المندوبين الذين يحتاجهم للفوز بالترشح في مؤتمر الحزب الديمقراطي في وقت لاحق من العام الجاري.
وكانت أربع من تلك الولايات قد اضطرت إلى تأجيل تنظيم الانتخابات التمهيدية في وقت سابق، بسبب تفشي فيروس كورونا الذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف أميركي حتى الآن.
واحتج عدد من الأشخاص على زيارة الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا مزار القديس يوحنا بولس الثاني الوطني في واشنطن، ورفع المحتجون لافتات تؤكد على أهمية حياة السود.
وكان كبير أساقفة الكنيسة مايكل كاري ممن انتقدوا استخدام ترامب تلك الكنيسة التاريخية لالتقاط الصور، وكتب على موقع تويتر "لقد استخدم مبنى كنسيا والإنجيل المقدس لأغراض سياسية حزبية".
يشار إلى أن ترامب كان قد دعا في تغريدة له مدينة نيويورك إلى استدعاء الحرس الوطني لمواجهة الاضطرابات، مشيدا بالإجراءات الأمنية التي اتُخذت الاثنين لضبط الأمن في واشنطن التي قال إنها لم تشهد أي أحداث تذكر خلال الليل.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت وحدات من الجيش إلى منطقة واشنطن كإجراء احترازي لدعم عمليات السلطات المدنية، وذلك بعد ساعات من إعلانها أنها لا تحبذ استدعاء الجيش لمواجهة التحركات المدنية، وأن مسؤوليات القوات هي حماية الأرواح والممتلكات.
كما أكدت الوزارة أن 67 ألفا من عناصر الحرس الوطني ينتشرون في الولايات الأميركية، وهو العدد الأكبر منذ فترة.
حظر تجوال ومظاهرات
ودخل حظر التجوال حيز التنفيذ في واشنطن بدءا من الساعة السابعة مساء (الثانية صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، وفقا للإجراءات التي أعلنتها السلطات.
ومن أمام البيت الأبيض في واشنطن، رصدت الجزيرة تجمع حشد من المتظاهرين وهم يرفعون اللافتات ويهتفون "هذه هي الديمقراطية" بالتزامن مع بدء حظر التجوال، في إشارة لامتنانهم للقوات الأمنية التي لم تفرقهم بالقوة بالرغم من الحظر.
كما تجمع المئات من المحتجين في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا لليوم الخامس على التوالي، ورددوا هتافات "لا تطلقوا النار" و"لا أستطيع أن أتنفس".
وكان قد تمّ توجيه تهم لست ضباط شرطة على خلفية استخدامهم العنف خلال اعتقال اثنين من المحتجين مساء السبت الماضي، كما أعلن عمدة المدينة حظرا للتجوال من الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي حتى صباح اليوم التالي.
من جهته، أعلن عمدة نيويورك بيل دي بلازيو تمديد العمل بحظر التجوال في المدينة حتى الأحد المقبل، وتمديد ساعاته ليبدأ من الثامنة مساء حتى الخامسة فجرا.
وكانت السلطات فرضت حظر التجوال ليوم واحد بدءا من الساعة 11 من مساء الاثنين، ثم مددته ليوم ثانٍ بسبب استمرار أعمال النهب.
من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام محلية بأن شرطيا فارق الحياة بعد إصابته بطلق ناري في رأسه قرب مقر المحكمة الفدرالية في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا، دون أن تتضح ملابسات الحادث.
وفي ولاية ميزوري، قالت شرطة مدينة سانت لويس إن أربعة من رجال الشرطة أصيبوا بطلقات نارية خلال احتجاجات شهدتها المدينة، ونقلوا إلى المستشفى لكن إصاباتهم ليست خطيرة.
وتأتي إجراءات حظر التجوال في أكثر من 40 مدينة والانتشار الأمني بمستويات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ أعمال الشغب التي أعقبت اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968، وانتشر الحرس الوطني آنذاك في 23 ولاية وفي العاصمة واشنطن.