وتقول الكاتبة –وهي أستاذة مساعدة للدراسات الأمنية في جامعة جورجتاون وباحثة مقيمة لدى معهد أميركان إنتربرايز- إن الوضع صعب في كوريا الشمالية، حيث لا يوجد خليفة واضح لكيم، وستكون لعدم الاستقرار في البلاد آثار فورية وطويلة المدى على المنطقة، وعلى المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.
وتعرض ماسترو خمسة سيناريوهات ترى أنها ستحدث لو انهار النظام في كوريا الشمالية، الذي يحكم منذ سبعة عقود، وهي كالتالي:
1- انهيار سريع
تقول الكاتبة إنه إذا انهار النظام سيحدث ذلك بسرعة، فالسمة المشتركة للديكتاتوريات الأسرية هي الانهيار السريع وغير المتوقع في كثير من الأحيان. وتضيف أنه لا يوجد حاليا تحد خارجي هائل لسلالة كيم، ولا من قبل الجيش، ولكن هذا لا يخبر الكثير بالنسبة لمستقبل البلاد، حيث ستكون الوريثة هي كيم يو جونغ.
2- استعداد وتدريبات
تعتبر الولايات المتحدة مستعدة نوعا ما، والجيش الأميركي يخطط لسيناريوهين رئيسيين: هما هجوم كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية وانهيار الأولى.
وتقول الكاتبة إن الولايات المتحدة أجرت عددا من التدريبات السنوية المشتركة مع كوريا الجنوبية لاختبار وصقل استعدادها لمثل هذه الحالات الطارئة، وذلك في ظل توقع تدفق اللاجئين الناجم عن نقص الغذاء، وعدم الاستقرار السياسي بسبب القتال بين الفصائل، والحرب الأهلية التي قد تنجم عن تغيير النظام، أو الانقلاب.
لكن الكاتبة تقول إن هذا الاستعداد لا يساعد كثيرا؛ فالولايات المتحدة أرجأت أو قلصت التدريبات المشتركة الرئيسية مع كوريا الجنوبية منذ عام 2018، كما أن حاملتي طائراتها المخصصتين للمنطقة تكافحان الفيروس التاجي.
3- تأمين الأسلحة
يجب أن يتم تأمين الأسلحة النووية الكورية الشمالية بسرعة. ستواجه الولايات المتحدة العديد من التحديات، إلى جانب كوريا الجنوبية، في حالة الانهيار في الشمال، لكن تأمين وتدمير الأسلحة النووية والمرافق المرتبطة بها سيكون على رأس الأولويات.
ويتمثل جزء رئيسي من إستراتيجية مكافحة أسلحة الدمار الشامل الكورية الشمالية في منع انتشار المواد والأسلحة خارج شبه الجزيرة إلى جهات فاعلة جديدة.
ومن المرجح أن تسعى الولايات المتحدة إلى تطويق جميع أنحاء البلاد لمنع المواد النووية من الخروج إلى أيدي الجهات المارقة الأخرى أو حتى المنظمات الإرهابية.
4- زمام المبادرة
ستأخذ الصين زمام المبادرة عسكريا، سواء أحبّت الولايات المتحدة ذلك أم لا، ومن بين المشكلات الكبيرة أن التخطيط الأميركي للطوارئ لا يراعي بشكل كاف دور القوات الصينية في هذا السياق.
وأما التدخل الصيني فسيقتصر إلى حد كبير على التعامل مع اللاجئين على طول الحدود، وأي إجراءات تقوم بها الصين فمن شأنها دعم كوريا الشمالية.
لكن التغييرات في القدرات العسكرية الصينية، والمخاوف المتزايدة بشأن الأمن النووي، وتحديد أولويات المنافسة الجيوسياسية مع الولايات المتحدة شجعت الصين على توسيع تفكيرها في السنوات الأخيرة.
من المرجح أن تقوم الصين بتدخل عسكري مكثف بهدف توسيع النفوذ الإقليمي إذا اندلع صراع كبير في شبه الجزيرة الكورية. وتشير التصريحات الصينية الأخيرة وتمارين التدريب العسكري أيضا إلى زيادة الاستعدادات للتدخل.
ومن المحتمل أن يصل الجيش الصيني إلى المنشآت النووية الكورية الشمالية في وقت أقرب من القوات الأميركية أو الكورية الجنوبية، وذلك بفضل القرب الجغرافي للصين من كوريا الشمالية، ومحيط قواتها، واحتمال أن تُظهر القوات الكورية الشمالية مقاومة منخفضة نسبيًا للقوات الصينية.
5- تراجع أميركا
من المحتمل أن يؤدي انهيار نظام كيم إلى تراجع موقف أميركا في آسيا، حيث إن مستقبل دور الولايات المتحدة في آسيا يرجع إلى مدى استجابتها لحالة عدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
ومن المؤكد أن عدم الاستقرار الناجم عن انهيار نظام كيم سيؤدي إلى حرب أهلية قد تشمل الولايات المتحدة كحليف لكوريا الجنوبية، وستكون هناك حاجة لمئات الآلاف من القوات لعمليات الاستقرار والقضاء على أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية. وسيؤدي اختيار تفجير أي أسلحة نووية أميركية داخل كوريا الشمالية إلى "نتائج جسيمة".
المصدر : الجزيرة فورين بوليسي