البث المباشر

نهج الحياة.. تفسير موجز للآيات 1 الى 5 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 07:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 619

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الكرام سفن النجاة ومصابيح الهدى في الهلكات.

السلام عليكم حضرات المستمعين واهلاً بكم في حلقة اخرى وجديدة من برنامج نهج الحياة.

انتهينا في الحلقة السابقة من تفسير سورة المؤمنون وها نحن بحول الله وقوته نشرع في تفسير سورة النور المباركة.

ولنستمع الى الآية الاولى منها:

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾

سورة النور هي من السور المدنية اي نزلت بعد الهجرة المباركة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيها 64 آية وسبب تسمية هذه السورة بسورة النور هو انه جاء في الآية الخامسة والثلاثين منها قوله تعالى[الله نور السموات والارض] ان آيات هذه السورة حتى الخامسة والثلاثين منها تحث المؤمنين على الزواج وتجنب الزنا والسفاح، وعلينا رعاية العفة ومن الموضوعات التي تحدثت حولها هذه السورة في نصها الثاني معرفة الله تعالى واتباع رسله وانبياءه عليهم واقامة حكومة الصالحين في الارض الى جانب الاشارة الى مسائل وقضايا اخرى.

ومما لاشك فيه ان الايمان هو القاعدة الاساسية التي تقوم عليها صالحات الامور التي تدعم المجتمع البشري والتقوي كيانه. وتفيدنا الآية الاولى من سورة النور:

  •  ان القرآن الكريم هو المرجع الاول في الاسلام ومن واجب المسلمين اتباع ماجاء فيه.
  • ان القرآن ومعارفه تنير الطريق للناس وتخرجهم من الغواية والضلال.

 

ولنستمع الآن الى تلاوة الآيتين الثانية والثالثة من سورة النور المباركة:

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾

الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾

ان الشريعة الاسلامية تجعل الثواب والعقاب في الآخرة لكن هناك بعض العقوبات تطبق على المفسدين وهم في الدنيا للحؤول دون استشراء الفساد في الارض.

ومن هذه العقوبات قصاص القاتل وقطع يد السارق وفي هذا النص توضيح لعقوبة الزنا والحد الشرعي لها مع اشارة الى شروط ثبوته وتطبيقه بهدف حفظ السلامة الاخلاقية للمجتمع وهذا هو ايضاً الهدف من الامر الثاني المذكور في هذا النص حيث نهى عن زواج المؤمن العفيف بغير العفيف من النساء ولقد اثبتت الدرسات العلمية والطبية ان الزنا يكون للابتلاء بامراض صعبة علاج وفي هذا النص العديد من الدروس هي:

  •  ان الحرية الجنسية بصورتها التي يروجها الغرب ليس لها مكان في الشرع الاسلامي وان الزنا من الكبائر.
  •  ان عقاب المفسدين لابد ان يكون شديدا لما فيه من دروس وعبر وليس هو من قبيل الانتقام والتشفي.
  • ان العقاب عن المفاسد هو للحفاظ على عفة المجتمع وسلامته.
  • ان الاصرار على ارتكاب الزنا يخرج الانسان من دائرة الايمان.
  •  من اهم الشروع التي لابد تداعى في اختيار الزوجة عفتها وطهارة ثوبها.

 

ويقول تعالى في الآيتين الرابعة والخامسة من سورة النور:

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤﴾

إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾

يشير هذا النص الى موضوع القذف وهو اتهام المراة او الرجل باتيان الفاحشة من دون إقامة الحجة والدليل الشرعي المسوغ لاجراء الحد والعقوبة.

ان الزنا يثبت باربعة شهود فان شهد ثلاثة او اقل على وقوع الزنا لا يثبت بل يقام على من شهد حد القذف وهو80 جلدة. وليس حد القذف هو لوحده عقاب القاذف بل لابد له ان يتوب من بعد ذلك والا فشهادته في سائر الامور لا تقبل.

وسأل الامام الصادق عليه السلام عن السبب في ثبوت القتل بشهادة شاهدين وعدم ثبوت الزنا الا باربعة شهود. ووضح الامام عليه السلام السبب وهو ان القصاص في القتل عقاب شخص واحد. بينما الحد والرجم في الزنا عقاب شخصين هما الزاني والزانية. وان الحدود انما تدرأ بالشبهات.

واما المستفاد من النص المفسر فهو:

  •  ان اتهام الاخرى لا ينبغي ان يترك ما دون العقاب.
  •  ان عقوبة القذف 80 جلده تقارب عقوبة الزنا100 جلدة.
  •  ان الاسلام لا يرضى باراقة ماء وجه اي الانسان فالشخصية الانسانية محترمة طالما لم يثبت ارتكاب المحرم وما يوجب العقاب.

غفر الله لنا ولكم وجعلنا واياكم من السائرين على الصراط المستقيم. والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة