البث المباشر

تفسير موجز للآيات 112 الى 118 من سورة المؤمنون

السبت 28 مارس 2020 - 16:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 618

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين السلام عليكم حضرات المستمعين الافاضل واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.

لا نزال في رحاب سورة المؤمنون المباركة وسنقدم لكم تفسير آيات اخرى منها ونبدا بآيات 112 و113 و114 منها:

قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ﴿١١٢﴾

قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ﴿١١٣﴾

قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١١٤﴾

اعزائنا تحدثت الآيات السابقة يوم القيامة والمصير الذي ينتظر الكفار فيه وهو جهنم وبئس المصير.

وفي هذا النص يسأل الله الكافرين عن مدة حياتهم في الدنيا فيجيبون ان الملائكة المؤكلة بشؤون الانسان اعلم فهم الذين يعدون والحقيقة ان الله تعالى وهو علام الغيوب يعلم ذلك قبل غير وانما هذا السؤال والجواب فيه من الدلالة على عدم قيمة الدنيا وعمل الكافر فيها حتى ان لسان حالهم يقول لقد لبثنا يوما او بعض يوم. والمستفاد من هذا النص:

  • ان يوم القيامة بالنسبة للكفار هو يوم الحسرة فهم قد تمادوا في غيهم وخسروا دنياهم وآخرتهم وذلك هو الخسران المبين.
  • ان الدنيا هي قنطرة الآخرة وان الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء.

 

ويقول تعالى في الآية 115من سورة المؤمنون:

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿١١٥﴾

تشير هذه الآية المباركة الى فلسفة وجود الآخرة وان قيمة الحياة الدنيا هي في كونها مزرعة للآخرة التي هي دار الخلود.

والحقيقة ان الله جل شانه خلق الانسان وهبه العقل والادراك وجعله مختاراً لا مجبراً ولا مفوضاً.

فالعقل والاختيار هما اللذان يسيران بالانسان الوجهة التي يريدها خيراً كانت ام شراً وهذا ما يميز الانسان عن الحيوانات.

ولا ريب ولا شك في ان لكل عمل عند الله حساب فان كان خيراً ففيه الثواب وان كان شراً ففيه العقاب. وماربك بظلام للعبيد.

والدروس المستفادة من هذه الآية نوجزها في النقطتين التاليتين:

  •  ان الله جل شانه لم يخلق الكون وما فيه عبثا لانه تعالى شانه العليم الحكيم.
  •  ان الدنيا هي مزرعة الآخرة وان تصور الدنيا من دون الآخرة يجعل الحياة الدنيا عبثتاً لا فائدة منها.

 

ولنستمع الى قوله تعالى في الآيتين116و117 من سورة المؤمنون:

فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴿١١٦﴾

وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴿١١٧﴾

ان في هذا النص ما يدلنا على ان الله تعالى هو المالك والخالق لهذا الكون وهو الحاكم فيه تباركت اسماءه له الاول والآخر وهو على كل شيء قدير. وكيف يمكن ان يتصور المعاندون والكفار ان في خلق الله نقص وهو تبارك شانه العليم الحكيم والقادر المتعال؟

وثمة نقطة جد مهمة نأتي الى بيانها هنا وهي ان الله تعالى واحد احد وفرد صمد لا شريك له ولو كان له شريك لاختل نظام الكون الا اننا نلاحظ ان الانتظام هو سمة هذا الكون الذي يسير بامر الله وارادته تقدست اسماءه.

اجل ان العقل السليم يأبى ان يكون لله شريك بل يسلم بهذه الحقيقة وهي ان الله تعالى ليس كمثله شيء.

ويفيدنا هذا النص، ماياتي:

  •  ان الله تعالى هو اسمى من كل ما يخطر في ذهن الانسان والى هذا المعنى يؤشر قوله تعالى ليس كمثله شيء.
  •  ان الله سبحانه هو المدبر لهذا الكون، ارادته فيه على الدوام نافذة. جل شانه وعز اسمه.

 

ولنستمع الى الآية 118 من سورة المؤمنون وهي آخر آية فيها:

وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١١٨﴾

يعلم هذا النص الناس ان يتوجهوا الى الله عزوجل ويطلبوا منه المغفرة والرحمة فهو تعالى ارحم الراحمين وهو غوث المستغيثين.

وهل هناك ارحم بالعباد مثل الله جل جلاله؟ انه الذي يغفر الخطايا ويقبل توبة التائبين وهذا من عظيم فضله على عباده.

ويفيدنا هذا النص الكريم:

  •  كل الناس بما فيهم الانبياء ياملون رحمة الله ورضوانه.
  •  ليس هناك من عمل افضل من طلب المغفرة والرحمة من الله جل جلاله.

نسال الله العلي القدير ان يغفر لنا زلاتنا ويتجاوز عن خطايانا انه تعالى ذو المن والجود والكرم.

حضرات المستمعين الافاضل هكذا انتهى بعون الله الكريم تفسير سورة المؤمنون. وفي الحلقة المقبلة باذنه سنبدا تفسير سورة النور المباركة.

الى اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة