بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين ابي القاسم محمد وآله الميامين.
السلام عليكم حضرات المستمعين واهلا بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حيث نقدم تفسيرا موجزا لآيات اخرى من سورة المؤمنون، ونبدا بالآيتين الحادية والتسعين والثانية والتسعين منها:
مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٩١﴾
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٩٢﴾
ان الملك لله وحده وهو الحاكم المدبر لهذا الكون لا شريك له ابدا. وهذا ما يؤكده النص القرآني المتقدم رافضا عقيدة الشرك المنحرفة القائمة على اساس من الخرافة. والملاحظ ان اتباع الديانات السابقة بعد التحريف كانوا يعتقدون ان لله ولد، فالمسيحيون كانوا يرون ان عيسى عليه السلام ابن الله واليهود قالوا ان عزير ابن الله، وقال المشركون الملائكة بنات الله. وظهر من الشرك لون آخر حينما قال البعض بتعدد الآلهة، الا ان هذا النص يرد على كل هذه الاقاويل مؤكّدا ان خالق الكون اله واحد احد فرد صمد لا شريك له. وياتي القرآن يقول: لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا، اي ان تعدد الارباب من شانه اضطراب الامور في السماوات والارض.
والماخوذ من دروس من هذا النص هو:
- ان اتخاذ الشريك يصح اذا كانوا الله غير قادر على تلبية كل احتياجات الانسان والله غني حميد.
- ان من التعاليم الاساسية للقرآن الكريم هو تنزيه الله جل شانه عن كل نقص.
وهذا القرآن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد.
صدق الله العلي العظيم.
ويقول عز من قائل في الآيات الثالثة والتسعين والرابعة والتسعين والخامسة والتسعين من سورة المؤمنون:
قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ﴿٩٣﴾
رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٩٤﴾
وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾
ان الله تعالى شانه بعث الرسل والانبياء عليهم السلام على مر الزمان لهداية البشرية الى الصراط المستقيم، وانه جل وعلى يريد للانسان اشرف مخلوقاته ان يفوز بسعادة الدارين: الدنيا والآخرة. وقد وعد الله المؤمنين بالجنة، والكافرين بالنار وسوء العذاب حتى في الدنيا.
ومن يرجع الى تاريخ صدر الاسلام يرى ان العذاب الالهي نزل على الكفار حينما هزموا في بدر وكانوا كثرة، وانتصر المسلمون وكانوا قلة. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله.
وبشكل عام فان الله يمهل ولا يهمل، وان طريق والتوبة والانابة مفتوح على الدوام وانه سبحانه يحب التوابين.
والمستفاد من النص:
- ان مماشاة الظالمين فيه خطر على الانسان. قال تعالى: ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار.
- لا ينبغي ان يشك احد في قدرة الله، وانه لحكمته يمهل الكافرين لكن لهم سوء العذاب لا محالة.
ويقول العلي القدير في الآيات السادسة والتسعين والسابعة والتسعين والثامنة والتسعين من سورة المؤمنون:
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴿٩٦﴾
وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿٩٧﴾
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴿٩٨﴾
ان هذه الآيات المباركات تبين ان الكفار اتهموا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بانه شاعر وساحر وكاهن ومجنون وما الى ذلك من التهم. وانهم آذوه صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً حتى قال: ما اوذي نبي مثلما اوذيت.
لكن القرآن الكريم يدعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى الصبر ومقابلة الاساءة بالاحسان. والمجادلة بالتي هي احسن. والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
والدروس المستفادة من هذا النص هي:
- ان افضل طرق الدعوة الى الحق وطريق الحكمة والموعظة الحسنة.
- ان الشيطان هو عدو الانسان اللدود، وعلى الانسان الحذر من وساوسه.
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا.
صدق الله العلي العظيم.
حضرات المستمعين شكراً لحسن الاصغاء والمتابعة. الى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.