بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين. السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات، هذه حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.
وفيها نقدم تفسيراً لآيات اخرى من سورة المؤمنون. ونبدا بالاستماع اولاً الى تلاوة الآية السبعين:
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٠﴾
تقدمت الاشارة في الحلقة السابقة الماضية الى ماذكرته الآيات السابقة لهذه الآية بشان التعامل السيء للكافرين مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الآية تشير الى تجاسر هؤلاء الجاهلون على الساحة المقدسة للرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم حينما وصفوه بانه ساحر ومجنون.
وفي الآية بيان بان هؤلاء الكفار يرفضون قبول الحق والحقيقة.
والمستفاد من هذا النص امران:
- ان من الاساليب التي يتبعها اعداء الدين الاساءة الى الرموز الدينية وتشويه الوجه الناصع للقادة الدينيين.
- ان من واجب السفراء الربانيين قول الحق حتى وان كرهه بعض الناس.
ويقول تبارك وتعالى في الآية الحادية والسبعين من سورة المؤمنون:
وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ﴿٧١﴾
ان من يتابع هذا النص الشريف يعرف ان رفض الدين وتعاليمه السامية هو بسبب ان هذه التعاليم لاتتفق اهواء النفس لانها تعاليم تتطابق مع العقل والفطرة لا مع هوى النفس والشهوة.
والحقيقة ان آيات القرآن الكريم تعمل على ايقاظ النفس من نوم غفلتها وهي سبيل نجاة الانسان في الدارين.
ويفيدنا النص الكريم ما يلي:
- ان الدين يقوم على اساس الحق والحقيقة لا على اساس هوى النفس واميالها.
- ان نظام الوجود قائم على الحق والعدل.
ولنستمع الآن الى تلاوة الآيات الثانية والسبعين من سورة المؤمنون:
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿٧٢﴾
ان الله تبارك وتعالى اختار بعلمه وحكمته الصفوة من خلقه ليكونون الدعاة الى دينه وان اجر ابلاغ الرسالة الالهية على الله تعالى.
والمستفاد من النص امران هما:
- لا ينبغي ان يطلب احد اجرا على الدعوة الى الدين.
- ان الله عزوجل هو الرزاق ذوالقوة المتين فلكل نفس رزقها، والى الله ترجع الامور.
ويقول جل شانه في الآيتين الثالثة والسبعين والرابعة والسبعين من سورة المؤمنون:
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٧٣﴾
وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴿٧٤﴾
في هذا النص المبارك حث على مواصل الخطى في طريق الحق وعدم اليأس والقنوط، وحتى اذا ما انكر الناس دعوة الحق فعلى الداعي ان لايشك في دعوته.
وواضح ان الكفر منشاه العناد والانحراف عن جادة الصواب.
نعم ان طريق الدين هو طريق الحق وهو الصراط المستقيم، ومن عدل عنه فقد انحرف عن الطريق القويم.
ويعلمنا النص المبارك:
- ان الصراط المستقيم هو اقصر الطرق وصولاً الى الحق والحقيقة. انه صراط الذين انعم الله عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
نسأل الباري عز اسمه ان يثبتنا على الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة وان يجعل عاقبة امورنا الى خير.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.
صدق الله العلي العظيم.
حضرات المستمعين الافاضل وصلنا واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية في ايران. وفي الحلقة القادمة باذن الله العلي القدير انتم على موعد جديد من سورة المؤمنون وتفسير آيات اخرى منها.
طبتم وطابت اوقاتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.