بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم حضرات المستمعين واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج: نهج الحياة حيث نتابع تفسير آيات اخرى من سورة المؤمنون ونستمع الى تلاوة الآيتين الحادية والثلاثين والثانية والثلاثين اولاً:
ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٣١﴾
فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣٢﴾
مر عليكم في الحلقة السابقة قصة النبي نوح عليه السلام وانه دعا قومه الى التوحيد مئات من السنين وان الله امره بصناعة الفلك لينجو بها معه المؤمنون من الطوفان المبير للكافرين. ويتحدث هذا النص عن قوم ثمود الذين بعث الله اليهم اخاهم صالحاً. وحمل النبي صالح عليه السلام لواء التوحيد الى قومه وطلب منهم ان يكفوا عن الشرك والضلالة.
ان ما يفيده هذا النص هو:
- اقتضت سنة الله تعالى في خلقه هدايتهم الى الرشاد والفلاح من خلال ارسال الرسل والانبياء عليهم السلام.
- ان الرسل والانبياء عليهم السلام من الناس لامن الملائكة هكذا اقتضت ارادة الباري تعالى لكي يتم الحجة على الخلق.
ويقول عز من قائل في الآيتين الثالثة والثلاثين والرابعة والثلاثين من سورة المؤمنون المباركة:
وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴿٣٣﴾
وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ ﴿٣٤﴾
ان الملاحظ عبر التاريخ ان المترفين كانوا يقضون في الغالب في مواجهة الرسالات السماوية وكانوا يرفضون منطق الحق الالهي.
وكان هؤلاء يلقون شبهة مفادها ان النبي لابد ان يكون من غير بني البشر. انهم كانوا يقولون كيف لبشر ان يطيع بشراً مثله. وكان اولئك المترفين يعيبون على الناس اتباعهم الرسل الالهيين وهو طريق الحق والحقيقة لاريب فيه.
والمستفاد من نص الآيتين:
- ان دعوة الحق هي التي تهيئ الاجواء لتحرر الناس من تسلط الظالمين المتجبرين من غاصبي المال والثراء.
- ان اقتفاء سبيل الحق لاعيب فيه. انه اساس التربية والتعليم عند الانسانية.
ويقول سبحانه في الآيات الخامسة والثلاثين والسادسة والثلاثين والسابعة والثلاثين من سورة المؤمون:
أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ ﴿٣٥﴾
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ﴿٣٦﴾
إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿٣٧﴾
ان اول مرحلة من مراحل الدعوة الالهية هي نبذ الشرك والانضواء تحت راية التوحيد الخالص لله جل شانه.
وفي الواقع ان التوحيد هو الاصل الاول ومن بعده ياتي الاعتقاد بيوم المعاد، وان الحياة الدنيا من بعدها حياة هي حياة الآخرة.
المعارضون للرسالات السماوية يجادلون بغير حق فهم ينكرون المعاد ويدعون الناس الى التشكيك فيه، ان لسان حالهم يقول ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين.
لكن العقل كما سلم باصل التوحيد يسلم باصل المعاد والقيامة لان الساعة آتية لاريب فيها وان الله يبعث من في القبور.
وثمة نقطة يشار اليها هنا وهي ان الاثرياء الذين ينغمصون في الشهوات والملذات الدنيوية يعلمون جيداً ان لامكان لهم في جنات النعيم الالهي التي وعد بها الانبياء عليهم السلام، وعليه فهم ينكرونها.
ونتعلم من هذه الآيات الثلاثة:
- ان الله الذي خلق الانسان من تراب، كيف لايقدر من بعد موت الانسان على احيائه حتى وان صار تراباً؟
انه تعالى يحيي العظام وهي رميم ويعيدها نشاتها الاولى لانه عزوجل قادر على كل شيء وبيده ملكوت السماوات والارض فعال لما يشاء.
- ان الحياة الآخرة امر لاريب فيه وان القيامة واقعة وتجزى كل نفس ماكسبت فالجنة والنعيم للمؤمنين والنار والجحيم للكافرين.
ثبتنا الله واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ووفقنا لمرضاته ورزقنا جناته آمين يارب العالمين.
حضرات المستمعين الافاضل هكذا انتهت حلقة هذا اليوم من برنامج نهج الحياة قدمت لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
حتى اللقاء التالي نتمنا لكم اطيب الاوقات والسلام خير ختام.