بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين. حضرات المستمعين الأكارم السلام عليكم وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة. حيث لانزال في رحاب سورة المؤمنون ويسرنا أن نقدم تفسير آيات أخرى منها ونبدأ أولاً بالآيتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة حيث يقول تعالى:
ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ﴿١٥﴾
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴿١٦﴾
الآيات السابقة لهذا النص القرآني تحدثت حول خلق الإنسان والمراحل التي يمر فيها الجنين. ويأتي هذا النص ليبيّن أن الإنسان وبعد أن يولد يحيى حياته الدنيوية ثم يموت وليس الموت في المفهوم القرآني الفناء بل إنه إنتقال من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية ومن ثم إلى الآخرة وهي دار الخلود؛ وروح الإنسان بعد إنتقالها إلى النشأة البرزخية تفارق البدن الدنيوي ويكون لها بدن برزخي يناسب تلك النشأة، نعم إن الموت آت لامحالة وهو خط على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة. وينسب إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قوله:
الموت لاوالد يبقي ولاولدا هذا السبيل إلى أن لاترى أحدا
والدروس المأخوذة من النص القرآني هي:
- ليس الموت بمعنى الفناء.
- إن الحياة ليست ذات إطار مادي فقط، بل الحياة الآخرة مصداق الحياة المعنوية.
ويقول تعالى في الآية السابعة عشرة من سورة المؤمنون:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ﴿١٧﴾
إن هذه الآية فيها دلالة على قدرة الله جل جلاله.
وجاء التعبير في هذا النص بكلمتى: ( سبع طرائق) بدلاً من ( سبع سموات).
ومما يفيده النص هو:
- إن خالق الإنسان والأرض والسماء هو الله جل شأنه لاغير.
- إن الله خالق عليم حكيم ولم يترك الخلق سدى سبحانه ذو الجلال والإكرام.
ويقول عز من قائل في الآية الثامنة عشرة من سورة المؤمنون:
وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴿١٨﴾
تتحدث هذه الآية عن نزول المطر وهو من النعم الإلهية على الخلق.
ولايخفى أهمية ماالمطر في حياة جميع الكائنات الحية لأنه مصدر أساسي من مصادر المياه على الأرض.
إن نزول المطر فيه إحياء للوجود بكل مافيه من كائنات من الإنسان والحيوان والنبات وهذا من عظيم قدرة الله جل وعلاء ومن فيض رحمته تباركت أسماؤه. والمستفاد من هذا النص:
- إن الماء شريان الحياة.
- إن الإنسان يعرف قيمة النعم حين يفقدها، فإن انحبس المطر ساد الجفاف والجوع. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا وإياكم إلى نهاية حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران: دمتم سالمين والسلام خير ختام.