البث المباشر

اعفاء الدكتور مهاتير محمد من رئاسة وزراء ماليزيا

الجمعة 13 مارس 2020 - 14:13 بتوقيت طهران
اعفاء الدكتور مهاتير محمد من رئاسة وزراء ماليزيا

رئيس الوزراء الماليزي التسعيني الدكتور مهاتير محمد الذي كان يقود بلاده بكفاءة الرجل الاربعيني هو سابقة في عالم السياسة بهذا المنصب في بلد تسيره ديقراطية خاصة فماليزيا بلد يشكل المسلمين فيه 62% من مجموع السكان.

ماليزيا لها تسعة ولايات سلطانية يعد سلطان الولاية الرئيس الديني للسلطنة وهناك ملك لماليزيا يعد دستوريا بمثابة رئيس للدولة. ترتبط هذه الولايات فيدراليا بعضها بالاخرى وتدار من العاصمة كولالمبور بحكومة مركزية مكونة من كابينة وزارية منتخبة.

وقفة قصيرة عند تاريخ الدكتور مهاتير محمد الذي استلم ناصية الحكم لدورات وزارية متتالية عدة. وامتد نشاطه السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. اعتبره الاعلام العالمي وهو في هذا العمر سابقة حين عاد سياسيا ليفوز في انتخابات 2018 برئاسة الوزراء ويزيح بفوزه الساحق نجيب عبد الرزاق عن ناصية الحكم بعد اعتزال للسياسة دام لمدة تزيد على الثلاثة عشر عاما.

الدكتور مهاتير محمد هو طبيب وسياسي واديب استطاع من خلال دوراته الوزارية التي امتدت 1981- 2003 من تحويل ماليزيا الى بلد صناعي تنافس صادراته الصين وكوريا الجنوبية واليابان. بهذا التحول جعل ماليزيا تحقق طفرة اقتصادية كباقي بلدان جنوب شرقي اسيا. والذي يلفت النظر انه اول من وقف ضد العولمة بمقولته المشهورة ان العولمة خدعة سياسية قد تنطلي على العالم ولكن ليس على ماليزيا. 

كان الدكتور مهاتير محمد لغاية 24\02\2020 يمارس صلاحياته رئيسا لوزراء ماليزيا ولكن اوقفت هذه الصلاحيات بشكل رسمي بقرار سلطاني يكتنفه الغموض صدر في 8\3\2020 ولم يتم تسليط الضوء عليه اعلاميا. اذ تزامن حدث ابعاد الدكتور مهاتير، عن رئاسة الوزراء، خلال وقت والعالم مذعور من انتشار وباء جرثومة كورونا 19. وتزامن وقت عزله كذلك والعالم يعاني من خوف يترقب زلزال انهيار اسعار النفط او بات خطوات من شبح مارد الركود الاقتصادي، الذي قد يؤدي الى حرب بقاء الاقوى اقتصاديا مرة اخرى. 

قد يتوهم البعض ان قرار ابعاد الدكتور مهاتير عن رئاسة الوزراء في ماليزيا جاء بعيدا عن العقوبة المتوقعة ليدفع مقابل ثمنها مستقبله السياسي لما تبقى من عمره بلا عودة الى مسرح السياسة. فهو لعب على حافة الهاوية واجتاز الخطوط الحمر حين استضاف في كولالمبور قمة اسلامية استضافت الباكستان وتركيا وقطر وايران. ورغم ان القمة عقدت تحت اضواء خافتة الا ان الرجل التسعيني كان نجمها اللامع بدون منافس.

القراءات التحليلية للمؤتمر بوجود تركيا هو الإعلان عن محاولة تحجيم السلفية السعودية مقابل تمدد الاسلام الاخواني المعتدل بقيادة تركيا عالميا.

الدكتور مهاتير منذ مجيئه الى السلطة لم يكن مصدر ارتياح للعائلة السلفية السعودية. فهو (دكتور مهاتير محمد) ينتمي الى الاسلام المعتدل وفي تسعينيات القرن الماضى سبق وان وقف ضد السعودية من تشجيع نشر العولمة الامريكية. 

السعودية لم تكن بمنئى عن جدول اعمال المؤتمر وان تظاهرت بالتعتيم عليه. فهي في السابق بذلت اموالا بقدر الميزانية السنوية الماليزية من اجل جعل السلفية- الحنبلية المذهب الرسمي للدولة الماليزية. فليس هناك امام السعودية من تراجع السلفية في ماليزيا او فسح مجال لاي مذهب او حركة دينية بازاحتها كواجهة دينية في ماليزيا وان كان هناك تراجع في القبضة السلفية على المجتمع السعودي تحت قيادة محمد بن سلمان.

بعد نهاية المؤتمر وعودة الوفود الى بلدانها إتخذ القرار السياسي في المملكة العربية السعودية الراعية للسلفية العالمية بإزالة رئيس الوزراء مهاتير محمد وماهي الا مسألة وقت لاعلان هذا القرار عن الطريق الماليزي الرسمي. بهذا القرار الذي هو دستوريا ملك الشعب وليس من صلاحيات الملك الماليزي ابعد الدكتور مهاتير محمد عن المسرح السياسي ليكون ابعاده ثمنا انعقدت بموجبه قمة كولالمبور الاسلامية.

علي الربيعي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة