ويشير التقرير إلى أن اقتصاد الصين أصبح مشلولاً بسبب الفيروس الذي أصاب أكثر من 77 ألف شخص، فيما أدى الحجر الصحي إلى إغلاق العديد من المصانع، مستدركا بأن الانتشار السريع للعدوى في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط بدأ يضعف الأمل بأن ينتهي خطر هذا الفيروس قريبا.
وينقل فيليبس عن كبير الاستراتيجيين لدى شركة LPL Financial، التي تدير الاستثمارات، ريان ديتريك، قوله: "قد يكون انتشار فيروس كورونا يتباطأ في الصين، لكن القفزة الكبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى بلدان مختلفة جعلت العديد يعيدون تقديرات النمو لعام 2020.. فقد نرى خلال فترة قصيرة تراجعا في الأرباح وفرص النمو".
وتلفت الصحيفة إلى أن مؤشر (S&P 500) تراجع بنسبة 3% مع منتصف اليوم في نيويورك، وهذا يشكل أكبر تراجع خلال يوم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2018، مشيرة إلى أن الأسواق الأوروبية سجلت أسوأ يوم لها منذ عام 2016، بالإضافة إلى أن المؤشرات الرئيسية في آسيا أغلقت على تراجع حاد.
ويفيد التقرير بأن المستثمرين كانوا في حالة عدم استقرار منذ بداية الأزمة في شهر كانون الثاني/ يناير؛ وذلك بسبب الدور الذي تؤديه المصانع في الصين في التجارة العالمية، ولأن الصين ذاتها سوق استهلاكية ضخمة أيضا، مستدركا بأنه مع أن المحللين أخذوا في الحسبان مشكلة الفيروس للتنبؤ بالنمو بالنسبة لأمريكا في الأسابيع الأخيرة، إلا أنهم كانوا متحفظين في تقديراتهم لمدى تأثير الفيروس.
ويشير فيليبس إلى أن سعر النفط الخام تراجع، فتراجع برميل نفط غرب تكساس الخام المتوسط بنسبة أكثر من 4% إلى حوالي 51 دولارا أمريكيا، وكان هذا أكبر تراجع في أسعار النفط منذ بداية شهر كانون الثاني/ يناير، لافتا إلى أن هذه الأسعار ستضع ضغطا على كل من منظمة أوبك وروسيا لاتخاذ إجراءات لتقليص إمدادات النفط في اجتماعهم القادم، والمزمع عقده في أوائل آذار/ مارس في فيينا.
وتلفت الصحيفة إلى أن الذهب، الذي يعد السلعة الأفضل للاستثمار عند تقلب الأسواق، ارتفع إلى أعلى مستوى خلال سبع سنوات، مشيرة إلى أن أسعار أسهم الخطوط الجوية والتكنولوجيا تأثرت بشكل خاص، فتراجعت أسهم كل من خطوط دلتا الجوية والخطوط الجوية الأمريكية بأكثر من 7%، في الوقت الذي تراجعت فيه الأسهم من شركة "أبل" -التي قالت الأسبوع الماضي بأن انتشار المرض في الصين أثر على كل من إمداداتها لـ"أيفون" والطلب عليه- بنسبة 5% في بداية التداول، فيما تراجع مؤشر ناسداك المركب بأكثر من 3%.
ويفيد التقرير بأن المعايير الرئيسية في أوروبا تراجعت بنسبة 3% أو أكثر، أما سوق كوريا الجنوبية فتراجعت بنسبة 3.9% مع نهاية التداولات، بعد أن دفع الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بالفيروس الرئيس مون جاي أون لوضع البلد في أعلى حالات التأهب، مشيرا إلى أن أسواقا آسيوية أخرى تراجعت، لكن ليس بالنسبة ذاتها.
ويقول الكاتب إن الغموض الذي يحيط بالتأثير المحتمل للفيروس يبقى هو الأساس الذي يبني عليه المحللون والمستثمرون والتجار قراراتهم، مشيرا إلى أن الاقتصاديين في شركة JPMorgan Chase قالوا في مذكرة نشرها يوم الجمعة إنهم يتوقعون تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إلى 1% في الربع الأول من العام، وسط تراجع حاد لنشاط التصنيع.