بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واسعد الله اوقاتكم. اهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 39 من سورة الرعد. فلننصت اليها خاشعين:
يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩﴾
يحسب بعض الناس ان الله خلقهم وتركهم لحال سبيلهم.ويظنون ان الكون يدور وفق نظم معيّن دون تدخل ومن احد حتى من الله جل وعلا. في حين أن الله خلق الكون ووضع له نظاماً معيّناً. ولكن وجود نظم معيّن للكون لا يعني ان الطبيعة تسير خارج حدود ارادة الباري عزوجل وانها لا يمكن ان تبتدل وتتغير.
هذه الآية توضح علاقة الخالق بالمخلوقات من طبيعة او بشر او حيوانات. وان كل شيء يخضع لتدبير الله عزوجل. وان اساس الشرائع والتكوين لدى الله في اللوح المحفوظ.
وكم من اشياء نظنها ثابتة لا تتغير، ولكن ثبت لنا انها قابلة للتغير والتبديل على مدى الزمان، وهذا ما اشارت اليه الآية المباركة (كل يوم هو في شأن)، اي ان الله سبحانه وتعالى كل يوم يدتبر شأن ذلك اليوم.
بامكاننا الاشارة على سبيل المثال لبعض هذه التغييرات، مثل حادثة تغيير قبله المسلمين من بيت المقدس الى الكعبة، وكذلك تغيير فترة ميقات موسى (ع) في جبل الطور من ثلاثين الى اربعين يوماً. وكذلك في امر الثواب والعقاب، عندما حكم الله بأن ينزل على قوم يونس العذاب لكفرهم، ثم صرف ذلك العذاب عنهم بعد ايمانهم.
من هذه الآية نستنتج:
- إن يد الله مبسوطة في اجراء التغييرات على الكون ونظام الوجود متى شاء، سواء كان نظاماً تكوينياً او تشريعياً، فهو الحاكم القادر المقتدر.
- ان عالم الوجود، له كتاب وكل ما يتعلّق به مكتوب في ذلك الكتاب الذي يهيمن الله عليه.
والآن ايها الاخوة والاخوات تعالوا لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 40 من سورة الرعد:
وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾
تشير هذه الآية الى مصير المعاندين للنبي (ص)، وتطمئن النبي (ص) ان هؤلاء الكفار سوف يحاسبون على كفرهم وعنادهم اما في زمان حياة النبي (ص) او بعد وفاته، وانهم سيجزون ما كانوا يعملون. بالاضافة الى ذلك فاذ هذه الآية تحدد للنبي (ص) وظيفته وان عليه إبلاغ الناس كلام الله وآياته وتعاليمه فقط وحسابهم على الله عزوجل فهو يجزي الكافرين ويثيب المؤمنين.
من هذه الآية نستنتج:
- وظيفتنا تقتصر على دعوة الآخرين الى الدين الاسلامي، ولا يحق لنا ان نحكم عليهم ونحدد عاقبتهم فان ذلك الى الله وحده.
- تأخير انزال العذاب على الكافرين لا يعني إلغاءه.
والآن مستمعينا الكرام لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 41 من سورة الرعد:
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّـهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾
بعد ان انذر الله عزوجل الكافرين بنزول غضبه متى شاء عليهم، تحذر هذه الآية المشركين وتدعوهم للاعتبار بالامم الماضية التي انزل الله عليها عذابه، وكيف هلكت تلك الامم كل بنزول بلاء مختلف عن الامم الاخرى وتقول لهم ما مضمونه: لا يمكن لأي قدرة التصدي للغضب الالهي فكيف تسوّل لكم انفسكم اذن مخالفة اوامر الله وان تأمنوا غضبه، مع ان حكمه نافذ في كل شيء وانه سريع العقاب ولا يمكن لاي امر ان يمنع نفاذ حكم الله.
من هذه الآية نستنتج:
- بعض البلايا والحوادث الطبيعية هي مصداق للغضب الالهي يحلّ على الكافرين والذين لم يظهروا ردة فعل ازاء رؤية المعاصي والذنوب.
- الموت الطبيعي سنة الهية ولا يمكن لاي شخص الفرار منه ولا حتى الملل او الحكومات وان قدرة الله ثابتة وقائمة لامفر منها.
الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.