بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلاً بكم الى هذه الحلقة من برنامجكم نهج الحياة، والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآية الرابعة من سورة الرعد.
فلننصت اليها خاشعين:
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٤﴾
أشارت الى الآيات السابقة الى ما أنعم الله به على الإنسان من إنزال القرآن الكريم وخلق السموات والأرض والجبال والأنهار لتستقيم أمور حياته اما هذه الآية فتستعرض انواع المحصولات الزراعية التي تقدمها الارض للانسان من اشجار ونباتات مختلفة وفواكه وانواع المأكولات، وتلفت هذه الآية انظارنا الى ان هذه المحصولات والثمار المتنوعة تسقى بماء واحد، فترى احياناً في بستان واحد عشرة انواع من الاشجار قد نبتت على تراب واحد وتسقى بنفس الماء، ولكن هذه الاشجار تعطي ثماراً مختلفة من حيث اللون والطعم والنكهة، فهل يدل هذا إلا على قدرة الله عزوجل.
من هذه الآية نستنتج:
- إن المجاورة لا تدل على التشابه، ملاك المفاضلة كثرة الثمار، فمجاورة العلماء والحكماء لا تعتبر كمالاً، كما ان مجاورة الاشجار بعضها لبعض لا تعتبر كمالاً.
- ان الذي يعني بالاستفادة من جميع النعم، ولا يتفكر في مصدر هذه النعم، يكون بعيداً عن الانسانية.
والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت خاشعين الى تلاوة الآية الخامسة من سورة الرعد:
وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٥﴾
هذه الآية تواسي الرسول (ص) ان لا يعجب من عدم ايمانهم به وان كان هذا الامر يدعو الى العجب. بل الا عجب من انكار نبوته، انكار قدرة الله حيث يتساءلون كيف يتمكن الله ان يعيد خلق الانسان من تراب ويبث فيه الروح؟ وعندها يشير الله عزوجل الى منشأ هذا الانكار وانه ليس إلاّ العناد والتمرد على الله هو الذي يمنعهم من الايمان بالله، ومن الطبيعي ان غير الموحدين وغير المؤمنين بالله لا يؤمنون بالنبوة والمعاد.
من هذه الآية نستنتج:
- إن الذين ينكرون وجود الله عزوجل ويكفرون به يتبلون بعبادة هوى النفس وهذه الامور تكون اغلالاً وسلاسل في أعناقهم يوم القيامة.
- ان الذي ينكر المعاد، فان الاعمال الحسنة التي يعملها انما لاجل الدنيا، فيعطيه الله ثوابها في الدنيا ويحرم من ثواب يوم القيامة فيصلى نار جهنم.
والآن مستمعينا الكرام ننصت واياكم خاشعين الى الآية السادسة من سورة الرعد:
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٦﴾
لقد حذر الرسول (ص) الناس وانذرهم انهم ان عصوا اوامر ربهم فسيعذبون ليس فقط في الآخرة، بل وحتى في الحياة الدنيا. ولكن الكفار المعاندين كانوا يجيبونه انهم لا يريدون الجنة التي وعدهم بها. ويقولون: انزل علينا العذاب إن كنت من الصادقين. ولهذا ترى الآية السابقة تذكر انهم يستعجلون نزول العذاب عليهم، فيجيبهم الله عزوجل أن انظروا الى الاحم السابقة وما نزل عليهم من اليم العذاب، فاعتبروا منهم ولا تطلبوا نزول العذاب عليكم. بالاضافة الى ذلك فان ربّك ذو رحمة ومغفرة، فتوبوا وآمنوا به كي تنالكم رحمته ومغفرته بدلاً من لعنته وعذابه.
من هذه الآية نستنتج:
- ينبغي النظر الى غضب الله على الامم السابقة والاعتبار بها لنيل رحمة الله بدلاً من السقوط في عذابه.
- قضى الله ان يمهل المخطئين والعاصين ويفتح له ابواب التوبة.
- ان لطف الله ورحمته تسبق عقابه وغضبه وانتقامه.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.